ساعد التقدم التكنلوجي على تسهيل مهام التجسس على الآخرين ومعرفة ما يكتنزون من أسرار شخصية وقد ربما عائلية.
لقد جاء اختراع الذاكرة الالكترونية التي لا يتجاوز حجمها السنتمتر الواحد، ليقلل من شأن الأقراص المضغوطة التي انحسر اقتنائها إلى حد كبير بسبب هذه التقنية الرائعة والخطيرة في الوقت نفسه ،وما يعزز من خطر تقنية الذاكرة أنها أصبحت جزءاً هاماً بل ورئيسياً في أجهزة المحمول( الهاتف النقال) والذي للأسف الشديد أصبح أكثر مقتنيه من فئة الشباب من الجنسين كوسيلة من وسائل الترفية،اعتقد أن معظم من يستخدم المحمول المزود بكاميرا وذاكرة يجهلون أن هناك برامج استعادة يمكن من خلالها استرجاع كافة المعلومات التي كانت مخزنة على ذاكرة الهاتف من صور ومقاطع فيديو وما إلى ذلك من بيانات ومعلومات شخصية.
فالكثير من الناس استخدموا ويستخدمون كاميرات جوالاتهم لالتقاط صور شخصية وعائلية ثم يقومون ببيع هواتفهم بعد أن يقوموا بمسح كافة ما تحتويه ذاكرة الهاتف، فلا يشعرون إلا وقد وقعوا ضحايا برامج استعادة الملفات، فيتم تسريب وتناقل بياناتهم الشخصية والعائلية عبر البلوتوث والأنترنت وهات يا فضايح، ما أود التطرق إليه مجرد تقديم النصيحة لكل رجل وامرأة أن يكونوا على حذر شديد من خطر ذاكرة الهاتف سواء الداخلية أو الخارجية وأن لا يجب أن تستخدم للمهام العائلية سواء المناسباتية أو غيرها، إلا في حالة ضمان الاحتفاظ بالهاتف المحمول أو الكامير وعدم بيعها أو إعارتها مهما كانت الظروف، هناك برامج يمكنها أن تلغي كافة المعلومات دون القدرة على استرجاعها، ويسري، أيضاً برنا مج استعادة البيانات والملفات على أجهزة الحاسوب، فالكثير منا لا يخلو جهازه من أشياء شخصية.
فالحذر الحذر فلا يوجد شيء في هذه الدنيا أغلى من العرض، ومن الحماقة الوثوق في مثل هذه الأشياء مهما بلغ الأمر، هناك الكثير ممن وقعوا في شراك عديمي الأخلاق عبر برامج الاستعادة، فلا يجب على هؤلاء الندم أو التحسر لأن الأمر لم يعد بأيديهم، وما عليهم سوى الصبر والحذر وعدم الاكتراث، واعتقد أن خطرا مثل هذا يجب على وسائل الإعلام أن تؤدي دورها التوعوي للجماهير، فقضية استعادة البيانات والمعلومات قضية مجتمعية وتستحق تسليط الضوء عليها ، وننتظر من فضائياتنا أداء واجبها إزاء جماهيرها ومتابعيها،هناك طالبات جامعيات وطالبات مدارس يقعن ضحايا برامج الاستعادة، كما أن هناك حفلات أعراس وتجمعات نسائية عفوية تسربت بسبب فرمتت الذاكرة وبيعها مع الهاتف دون أن يعرف صاحبها انه سيأتي اليوم الذي يمكن فيه استعادة ما أزاله، إذا لم تتطرق وسائل الإعلام إلى هذه المشكلة المجتمعية التي تكتسح مجتمعنا القبلي المحافظ فحتما سنشهد كوارث ومسلسلات ثأر كنا قد تجاوزناها نوعا ما.
وليسمح لي أبناء مجتمعنا اليمني أن أحمل باسمهم عبر "أخبار اليوم" وسائل الإعلام كافة المسؤولية وعلى وجه الخصوص الفضائيات،فقضية ضحايا الاستعادة تستحق التوقف عندها، بحلول العام الجديد نتمنى للجميع الستر والسلامة والعافية.
محمد أمين الداهية
ضحايا الذاكرة والفلاش 2077