المواطن يتطلع للوصول إلى المسئول الأول في البلاد ليشكو له حاله، وبالفعل جئنا لحضور المهرجان الخطابي لفخامتكم ومستعدين لخوض المناقشات، وأنا من المواطنين الذين كانوا في حالة استعداد بعد ترتيب أوراقهم وأفكارهم!.
وكنت اردد في نفسي.. ماذا سأقول لفخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح في حالة دار نقاش، وهل ستتاح لي الفرصة، طبعاً على حسب اعتقادي ستكون هناك مجموعة من عضوات المؤتمر الشعبي العام ومجموعة نساء من جامعة عدن، عندما رأيت الناس أفواج ومعاملة سيئة من بعض الجنود، أبصرت الطريق أمامي مزدحما فرجعت.
كثيرة هي الهموم والمشاكل في هذا الوطن مشاكل الفساد والبطالة والتلاعب داخل المؤسسات والاضطهاد باسم القانون والجهل العائم،( الكهرباء والمياه والمعاملات في الدوائر وتوزيع البقع والأراضي والمرضى داخل المستشفيات بيع الأدوية المزورة داخل اليمن، اللاجئين واحتوائهم داخل اليمن) و....الخ، بلد لا تستطيع سد رمق المواطن يأتون بالغريب إليها ليستلموا فتات الدول الغربية بحجة دعم اللاجئين، كل هذه تكون تحت حماية العابثين، وقهر المواطنين المغلوبين والعائشين حالة الإقصاء حتى وصلوا إلى حد اليأس والشلل الكامل في حياتهم.
اسكت واصمت واعبر الطريق وأنت مكسور، وإذا حركت اللسان وقلت ارحمني يارب العباد سيكون المصير مثل قوم عاد، فهل الصمت حكمة أما أنها الطريقة إلى السلام والأمان.
الشباب يعيشون حالة من البطالة القاتلة، أصبح لا تفكير لهم غير التسكع لا شيء يشغله سوى اللعب، أما الأعمال والأشغال ما فيش ( بح ودح)هائمين في الشوارع لا شيء يشغلهم، يسخرون من وضعهم البائس.
المرضى في داخل المستشفيات حالهم يرثى له، غير المتواجدين داخل منازلهم وينهش المرض أجسادهم نهشا.. والحسرة والحاجة تأكل عقولهم. و(لا حياة لمن تنادي).
نحن شعب مستهلك غير قابل للتجديد نندب ونشجب حالنا، نسخر من أنفسنا ونضحك من وضعنا، لو تغضب أو تشكو حالك وتطلق العنان للسانك تكون في (الباي باي !).. المطلوب أن تكون سلبي أكثر منه إيجابي.
تمنيت أن ينفتح باب الحوار والنقاش، طوال اليوم وأنا أفكر وأحلم ماذا سأقول لفخامة الرئيس،إذا أتيحت لي الفرصة سأتحدث عن أمور المواطنين وإصلاح الاعوجاج ومحاربة الفساد..سأسعى إلى إصلاح ايجابي إنساني.
قبل الختام :
(حليمة) مواطنة نخر المرض جسدها ..تحتاج إلى الكثير والكثير لتعود إليها البسمة والصحة ، ويوجد غير حليمة العديد من الذين يحتاجون للعودة إلى حياتهم الطبيعية ، صغار وكبار شباب وشيوخ، الجميع يعاني ولا من مجيب ولا من مساعدة ولا عزاء للمواطن المطحون، كثيرون يعيشون الألم والمعاناة.
لا نستطيع أن نرد الأقدار، لكن نستطيع رد أعوان السوء الذين يعيثون في المجتمع فسادا فمنهم من يطمع بالمال ومنهم من يبسط نفوذه، فهؤلاء يجب أن نردهم عنا، لأنهم نذير شؤم للمواطن، فهم لا يفكرون في البحث عن المحتاج ليسد رمقه ولا عن مريض يرحمه ولا عن طفل يعطف عليه، إننا جياع فما أحوجنا إلى أعوان حكماء ينشرون الأمان، وإلى أقلام عاقلة تكتب الصدق بدون مدح وتشهير مخجل.
اللهم أفتح بيننا _ نحن المواطنين الذين لا يملكون، أخ ولا خال ولا عم في المقام الرفيع _ وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين.
د/ الهام باشراحيل
حليمة يا فخامة الرئيس!! 1970