لم تكد تمضي شهور قليلة لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة منذ إعلان الانتهاء من محطة مأرب الغازية للكهرباء ، إلا وعادت حليمة لعادتها القديمة ولكن بصورة أخرى وهي التعرفة المضاعفة بدون جرعة معلن من قبل حكومتنا الرشيدة.
عودة مسلسل طفي لصي وكالعادة وبأبطاله المعروفين منذ زمن ولا ندري متى نشاهد الجزء الأخير ويبدو أن المسلسل على الطريقة المكسيكية ولربما لن ينتهي حتى بنهاية أعمارنا نحن وجيلنا ومن يأتون خلفنا ، لأن المسلسل عاد للظهور وبقوة هذه الأيام والأسباب كالعادة مجهولة واحمدوا الله مسلسل بلاش وعشان تعرفوا ترقدوا لأن الضوء يتعب العيون والعيون لازم تنام والنوم من غير قات يدي الرازم والرازم يجي للمطفرنين بإسم رازم الحراف وما علينا من القات لو كان حيمي أو أرحبي أو حتى سوطي.
وعلى طريقة مسلسل وادي الذئاب يبدأ حصرياً على حارة أو حارتين لتحظى الحارات المجاورة لوزارة الكهرباء بالنصيب الأكبر ونصيب الأسد من هذه الانطفاءات ،فبالتأكيد ستعرفون أن من جاور السعيد يسعد بجنبه وعلى الأقل لجل ينام من مغرب ويقوم الصبح وهو مصحصح وإلا ليش السهر "والعمر مش بعزأة"، ولعل فيها خدمة للكثير من اجل أن ينعم بالهدوء والسكينة والطمأنينة وعادي لو جت الفاتورة بسعر مضاعف والكهرباء ما فيش !!
منذ شهر رمضان وفواتير الكهرباء والمياه تشهد ارتفاعا أو شهدت قفزة نوعية في الأرقام التي تحتويها وللأسف لم تحدث أي قفزة في تطويرها وإنما فقط اقل من خمسة شهور على تدشين الحلم المنتظر ورجعت حليمة لعادتها القديمة وطفي لصي وبصورة يومية وقد تكون أكثر من مرتين في اليوم الواحد على المنطقة الواحدة ولا نقص في ريال واحد على فواتير الكهرباء والمسألة تقديرية بحتة من قبل المسجلين وإلا لما أتت فواتير الشهر الفائت في بعض المناطق في أمانة العاصمة بقيمة أربعمائة ريال والاستهلاك صفر وبالنسبة للأربعمائة ريال عادي هي غير رسوم مجلس محلي ونظافة وشغلات من حق الحكومة الله يعينها على المصاريف وعلى النعمة اللي فعلتها للشعب هذا ومابش من يقول شكرا.
على ذكر المجالس المحلية حينما بدأت أول انتخابات محلية لهذه المجالس كنا نسمع إجابات عن بعض الذين يتساءلون عن ميزانية هذه المجالس بان عملها سيكون خيريا إلى جانب الوظائف التي يشغلها البعض أو كلهم حتى ولكن الآن رسوم المجالس المحلية في الكهرباء والماء ورخصة البلدية والضرائب والزكاة وكل شيء متعلق بما هو يسدد للدولة فيه رسوم للمجالس المحلية وإلا فكيف ستجد الأخ الصغير لعضو في مجلس محلي داخل ريف يمتلك سيارة أخر موديل وعادي من حقنا وحقنا معروف للناس والناس عارفين وياليتنا كنا من الناس وهذا مايحدث في وصابين وفي باجل وكل مديريات الجمهورية أو اغلبها إلا فيما ندر وفي حالة أن هذا العضو لا يحب أخاه كثيرا ولا يريد له شيء من الخير والخير خير الله والرزق مكتوب لنا وهذا مقسوم من الله واللي معاه أحسن من اللي مامعاه وطبعا كلنا مافيش معانا إلا نقول نسال الله العافية والستر وحسن الخاتمة.
صديقي المقيم جوار وزارة الكهرباء يتصل بي يومياً من اجل أن يخبرني أن الكهرباء انطفأت لدرجة أنني سألته يوماً بعد استغرابي من متابعته الدقيقة لكل انطفاء ((هل تخرج من بيتك وإلا لا؟؟)) فأجاب بالطبع اخرج ولكن تخيل كلما ارجع ألاقيها طفت أو يمكن عادها ما رجعت من حين خرجت؟؟
ستظل دوما الكهرباء هي المأساة الأكبر في حياتنا وبالرغم من الكثير من الدول تحتفل بمرور عقود وربما احتفلوا قريبا بمرور قرن من الزمان بدون انطفاء ونحن نتمنى أن نحتفل يوم واحد بدون انطفاء سواء في مدينة أو خارج مدينة أو ريف ممن ينعمون بالكهرباء العمومي ويذوقون مرارة الانطفاءات كل يوم ويتمنون أن يعود زمن المواتير والمولدات الخاصة والتي كانوا يملكونها واليوم لا يوجد سوى الصيني وبـ"15" ألف ريال وبدون ضمانة يعني يمكن يشتغل معاك عشر سنين ويمكن خمس أيام بس ما اضمن لك والضمين الله، وباختصار سراج ينفعك ولا فاتورة تحنبك.
مرسى القلم:
وينك يا قاطع يا عسى تذكر أحباب *** بين الليالي تحتري طلعة الزين
والزين وينه يوم فارق بلا أسباب *** وقالوا المحبة دين يا ناكر الدين
يا كم عليك أتناثرت دمع الأهداب *** والجفن عيّا يشتكي قهر ولفين
والقلب يحلف بس حسافه ولا تاب *** راضي بحب اللي هوى البعد والبين
مدري طباعك وصار والطبع غلاب *** يجمع على درب الهوى الشين بالشين
أما أنا واللي هزم كيد الأحزاب *** ما أنسى غرام اللي سكن داخل العين.
a.mo.h@hotmail.com
على محمد الحزمي
عودة مسلسل "طفي لصي" 2116