;
نبيل مصطفى الدفعي
نبيل مصطفى الدفعي

خطورة ممثلي الظاهرة المرضية على الحياة العامة 1528

2010-12-29 05:26:44


من المعروف أن كل حياة عامة لأي مجتمع بشري يوجد فيها ممثلون للظاهرة الاجتماعية المرضية مثلما يوجد ممثلون للظاهرة الإيجابية والصحية والذين يسعون إلى خدمة المجتمع وتطويره أما ممثلو الظاهرة المرضية دائماً ما يكون لهم تأثير ضار وسلبي على المجتمع، لهذا تسعى أغلب المجتمعات البشرية لمحاربة ممثلي الظاهرة المرضية وذلك للحد من تأثيرهم وأضرارهم في الحياة العامة لأي مجتمع.
طبعاً مجتمعنا اليمني كغيره من المجتمعات لا يخلو في حياته العامة من بعض ممثلي الظاهرة الاجتماعية المرضية، خاصة وأنها أصبح لها تأثير في حياتنا العامة وتلوثها وتسيء إليها وتفجر المشاكل فيها من وقت لآخر.. وممثلو هذه الظاهرة هم من بعض اللصوص والصعاليك والمحتالين والكذابين والمزايدين والمنافقين والانتهازيين والمتسلقين والأدعياء.. فجميع هؤلاء تسبب أفعالهم في ارتباك كبير وفرض سحب الإظلام على الرموز الحقيقية التي لا تسعى إلى مكانة وإنما تأتيها.. والتي لا تتقافز وإنما تعمل بكد، بينما يملأ الساحة بعض هؤلاء المنحطين الممثلين للظاهرة المرضية.
اعتذر هذه المرة في كتابتي عن تلك الكلمات التي وضعتها لوصفهم ولكن الوضع بلغ ذروته والظاهرة صارت عامة وآثارها تنفجر من حين لآخر وتشغل الرأي العام وتأخذ من جهود بعض الهيئات والجهات المعنية وقتاً وجهداً كبيرين لكشفها ومعالجتها.. كل ذلك لأن كياناً عشوائيا هنا.. أو اسما مزعجاً هناك قد قام بفعل غريب، قد يكون مقصده لفت الأنظار.. وقد يكون سعيه نهب الأموال أو الأضواء وليس فقط سرقتها بل يهدف إلى اعتلاء موقع لا يستحقه.. وربما يرمي إلى الإساءة لغيره..
في كل الأحوال هو نموذج معوق ويعوق..بل ويعطل.. ويوحي بأن ما يفعل هو الصواب.. وتكون الكارثة إذا كان في موقع قدرة أو موقع قدوة.. أو كان في نقطة لها علاقة بمصالح الناس.. فكرية أو معنوية أو إرشادية.. أو كانت علمية اقتصادية أو إدارية أو صحية أو غيرها، هنا هو لا يضر القريبين منه فقط وإنما تتسع دائرة تدنيه وانحطاطه لكي تشمل أرجاء مختلفة من المجتمع ومن ممثلي الظاهرة المرضية والذين يتواجدون في مجالات مختلفة سواء السياسية أو الاقتصاد أو المحاماة أو الإدارة أو الفن أو الطب أو غير ذلك.
كما أننا لانعفي أنفسنا نحن الصحفيين والإعلاميين.. ففي الإعلام والصحافة يوجد هذا النوع من الناس وربما بشكل ملحوظ.. والأهم هنا هو أن انتشار هؤلاء في مهنتنا، المفترض أن سموها يؤدي إلى ما هو أبعد.. فبعض أرباب مهنة القلم يعتني بهؤلاء ويفتح لهم المساحات ويسلط عليهم الأضواء.. بل والأخطر أن بعضنا يتحول بمضي الوقت إلى واحد منهم.. يفعل مثلهم ويمشي على شاكلتهم وتكون هنا الخطورة أكبر.. طبعاً نحن لا نلوم الآخرين، دون أن نفعل ذلك مع أنفسنا فنحن لسنا أرقى من البشر.. وإذا كان كل المواطنين متساوين أمام القانون فإن الجميع أيضاً يتساوون أمام التقييم الاجتماعي والأخلاقي النزية وخاصة في يد مهنتنا أن تقي المجتمع كل هذا الشر إن التزمت الموضوعية والحياد وأغلقت باب الأضواء أمام كل من لا يستحق.
لا يسعنى هنا إلا أن أدعوا الكافة لأن ينتبهوا.. ذلك أن تراخي المجتمع، صحافة وغيرها عن كشف ومعالجة الظاهرة وبتر ممثلي الإنحطاط يؤدي بهم لأن يستمرئوا ويذهبوا أبعد من ذلك.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد