بادرة صحية :
إن توجد صحوة إسلامية يثيرها هذا الفارق الحضاري الرهيب بيننا وبين الآخرين ، وبالتالي تعمل على تلمس الطرق السليمة والصحيحة المؤدية لردم هذه الفجوة الحضارية التي جعلت الآخر يفرض نفسه سيداً علينا، فهذه بادرة صحية، خاصة إذا أنطلق أنصارها من التراث دون تجاهل السياق التاريخي لهذا العصر الذي لا يمكن أن تصبح يدنا فيه هي العليا دون أن نأخذ شروطه بعين الاعتبار من خلال تبني رجال الصحوة مشروعاً حضارياً يرى في الماضي دافعاً للمستقبل لا معيقاً لحركته .
ودعوة أو صحوة بهذه المقاييس ستجد في العداء لأنصار العلمانية، أو أي رأي لا يعلن كفراً بواحاً، استنزافاً لطاقة أمة أحرى بها أن توجه هذه الطاقة للنضال ضد التخلف المزري الذي نعانيه، فالصحوة هي الوعي المطلوب إذا كانت ضد الغفلة .
أسف:
من المؤسف أن نسمع هتافات وشعارات ترفع باسم العدالة الاجتماعية، وهو أمر يدخل في باب الدجل والتضليل والخداع والغش، فالراية المرفوعة فعلاً في واقعنا المعاش هي راية الظلم الاجتماعي والقهر الطبقي وانتهاكات لحقوق الإنسان، فالمواطن يساق إلى السجن دون أن يعلم ما هي تهمته !! .
أي مستقبل ؟!
زمن أعجب من العجب المذهل فيه أن ترى البشر كأعجاز نخل خاوية، يسيرون ويتحدثون ويهذرون وفي أعماقهم لا شيء سوى الخواء .
تتحكم فيهم التفاهة اليومية واللغو العقيم، والسعيد منهم في نظر نفسه من حقق بعض المكاسب من حطام الدنيا الزائلة و" شاف مستقبله " .. أي مستقبل ؟!
لعنة :
بعد حوادث الاختطافات المنظمة للسياح والأجانب بدأنا بسماع قصص المضايقات والاستفزازات والاعتداءات على الأجانب والنساء تحديداً وكأن اليمن أصبح لعنة لكل أجنبي يزورها ويعمل فيها مع أن بعضهم كانوا يعملون في مشاريع خيرية وإنسانية .
أجهزة :
من يصدق أن بعض الأجهزة الأمنية تريد من خلال بعض الآلات والأجهزة الإلكترونية أن تحول البشر إلى " سوائم " يوجهون بـ " الريموت " ويسيرون كالآلات .. من يصدق أن الجبايات والضرائب والنهب المنظم لخزانة الدولة " الشعب" يمكن أن يحول إلى أدوات قذرة لتدمير عقول الناس، والدخول إلى حرمات المنازل والأفراد .. هذه نتيجة العبث السفيه بكل مقدرات الشعب وثرواته .
لوجه الله :
المحاكم أو ساحة القضاء أو ملاذ العدالة وموئل الوقار والرزانة، ينبغي أن تسود العلاقة بين دوائرها وأقسامها على نحو يعكس تلك المعطيات .. لا أن يكن مدير القلم في هذه المحكمة أو تلك تبدر منه تصرفات غير سوية وألفاظ غير محتشمة تتسبب في مواجهات بين العاملين فيها .
والمؤسف أن يكون رئيس المحكمة شخصية محترمة وذات وقار يتناسب مع موقعها المهيب، ولكن فاتها أن ذلك الشخص –مدير القلم – يسيء إليها .. فلوجه الله وجهوا مدير القلم بألا يكون مصدرا للألم .
اختيار :
في أسبوع واحد حُكم على أربعة لصوص بالإعدام؟؟ وعلى ضباط أمن عذبوا مواطناً حتى الموت بالسجن ثلاث سنوات !! .. على من يجد في نفسه نوازع إجرامية لم تحدد وجهتها أو اختصاصات عملها بعد .. عليه أن يقف ويتأمل قليلاً في الحكمين ؟؟ وبعدها يختار بين أن يكون لصاً أو قاتلاً على قاعدة " أيهما أثقل جرماً وأخف حكماً " .. والله المستعان .
" الدوبليير"
بائس ذلك المرء الذي يرضى لنفسه بأن يمثل دور البدل " الدوبليير" فلا يستطيع أن يعبر عن نفسه وسخطه ولا يستطع ان يجسد الشخص المطلوب منه أن يمثل دوره، بين الحالتين يضيع القياس ويختل الأداء، فاضطربت اللغة وتتناقض الأدوار، ويصل بالمسكين إلى حد الإمحاء والضياع ، فلا ذا تأتي ولا ذا حصل !! .
اللاوجود ..
رغم أن لدينا عدد كبير من المطبوعات ما بين صحيفة يومية وأسبوعية ونصف شهرية ومجلة شهرية أو فصلية أو دورية ... إلخ، صادرة عن جهات ومؤسسات مرافق مختلفة، أهلية وحزبية ومنظمات واتحادات إبداعية، بيد أني عاجز كل العجز عن طرح الأسباب الوجيهة الحقيقية والمنطقة التي أدت إلى وجود مثل هذا اللاوجود " .
ولكني أضع هذا السؤال ملتهباً، على طاولة البحث الواعي والنقاش العقلاني، أمام كل من لديه يد في ذلك وكل من له شأن به .
alhuimdi@gmail.com
محمد الحيمدي
دبابيس عابرة 1499