في أحياناً يجد الكاتب نفسه مهما حاول أن يكتب في كل الاتجاهات ويحاول أن يلملم الجروح التي تنزف دون أن تجد من يحاول أن يلتفت إليها كأنه لم يصل الى شيء ، ولكن بعض القضايا تبرز على الساحة وليس بالضرورة ان تكون في المدن البارزة أو المحافظات الرئيسية وإنما التي لا تجد الإعلام يكون أكثر الماما وتواجدا فيها.
نحاول في كثير من المرات الابتعاد قليلا عن زحمة المدن وقضايا السياسة ونرحل في المديريات المترامية الأطراف على تراب وطننا الواحد اليمن السعيد ، وأين السعادة ونحن عادة ما نطرح فقط متطلبات الحياة الأساسية بين ماء وكهرباء وطريق ونسال الله أن لا يصبح الهواء أيضا.
منطقة بني عبدالسلام في حزم العدين وهي التي تقع بين مديريتي الحزم من جهة ومديرية العدين من جهة وتصبح كذلك ما بين البين حتى بمشاريعها وبما تحتاجه من متطلبات الحياة الأساسية من مشاريع تنموية وضرورية وتستغرب بعض الإهمال من قبل المجلس المحلي بمديرية الحزم والذي هو المعني الأول بكل القضايا والمعوقات وكل ما يتعلق بالمشاريع داخل هذه المنطقة التي تتكون من عدة قرى متفرقة.
وكانت منطقة بني عبدالسلام معروف عن رجالها منذ زمن أنهم يدا واحدة في كل ما فيه مصلحة عامة للجميع ولا زلت أتذكر كيف كان يتمتع ساكنوها بالكهرباء من خلال المولدات التي كانت تعمل قديما بجهود بعض المواطنين فيها وأصبحت اليوم عرضة لبيعها على طريق الخردوات والكيلو بخمسة عشر ريالاً، أو لتندثر كما اندثرت أحلام الكثير في الحصول على الراحة النفسية من خلال الكهرباء التي تم ربطها من الشبكة العمومية من مديرية العدين و لا تزال حتى اللحظة تحمل ملفاتها العديد من المشاكل التي لا تنتهي والمتمثلة بما قام به بعض المواطنين مشكورين بالتكفل بدفع الخسارة وأصبح لا يدري كيف يستعيد حتى ما قدمه من اجل ذلك ولكن بنفس الوقت مبلغ ستون ألف ريال مقابل عداد كهرباء يعتبر مبلغ خيالا بالنسبة لبعض الأسر.
واعلم تمام العلم انه لم يتم التحصيل على هذا الأساس إلا من بعض الأشخاص ولكن لا يعقل أن تكون رسوم عداد الكهرباء في باقي مناطق مديرية الحزم وكذا مديرية العدين اقل من نصف هذا المبلغ ونحن نتحدث عن مبدأ المساواة والعدالة الاجتماعية، في حين نسمع من البعض أن المبلغ المذكور ليس الزاما وانما كان على حسب ظروف المواطن.
فالبعض دفع اربعين الف وبعضهم عشرين الفا وبعضهم فقط تكاليف العداد بدون أي رسوم ، وفي ظل هذه الأحداث قد تكون الكهرباء هي فقط إحدى المشاكل التي يعاني منها أبناء منطقة بني عبدالسلام ، إلى جانب قضايا كثيرة ومتطلبات أكثر، فمشروع المياه بين فترة وأخرى يتعرض للانقطاع والهاتف الثابت بعد ان تم اعتماد بعض الارقام المنزلية وتم الاتفاق مع بعض المواطنين للحصول عليها لا ندري لماذا توقف العمل في اكمالها ، وأما عن الطريق فلم يستجد شيء ولو على طريقة الرصف الإسمنتي والرصف الحجري، كما هو الحاصل في اغلب مناطق مديريات الجمهورية وليس محافظة اب فقط .
فالطريق الرئيسي يمر مرور الكرام ومنطقة بني عبدالسلام بحاجة ماسة حتى لرصف سوق السقاءة ورصف الطريق المؤدي إلى المدرسة والتي كانت تحمل اسم معهد أبي عبيدة الجراح والذي أنجب أجيالا من الرجال في كل المجالات ، وكذا طريق المحدادة وبعض الطرقات الفرعية التي تكلف المواطن غاليا وتتلف ممتلكاته من وسائل نقل وغيرها بسبب وعورة الطريق وتجعل من المواطن المغترب حين يعود يستغرب كثيرا إذ أن السنين تنقضي ولا شيء تغير سوى زيادة في وعورة الطرقات بسبب الأمطار أو غيرها ، وإذا كانت وجهات النظر والاتجاهات السياسية تجعل من البعض يصبح معاقبا أو تحت رحمة الانتماء، فان هذا الانتماء مرفوض قطعا.
فكلنا أبناء اليمن الواحد وعلى تراب اليمن الواحد ومن الجهل أن يصبح الاتجاه السياسي أو اختلاف وجهات النظر هي سبب في إعاقة الكثير من المشاريع التنموية التي تحتاجها كل القرى والمناطق والمديريات داخل وطننا الحبيب ، وإذا كانت بني عبدالسلام وما عرفناه عن أبناء هذه المنطقة منذ زمن أنهم يدا واحدة في التعاون والبناء والتنمية إلا أنني استغرب تصنيف البعض واستخدامه للفظ الجماعة والخبرة والأصحاب ، وهذا كأننا نحن من نرضى أن نقسم مستحقاتنا لنا ولغيرنا ممن يقحمون أنفسهم في مشاكل تتعلق بمصلحة عامة تعود بالنفع على المواطن ، فالمهاترات السياسية لاتفيد أحداً.
ولا نريد أن نرى فقط اسم بني عبدالسلام في الانتخابات الموسمية فقط والتي يظهر حينها أهمية أبناء هذه المنطقة من اجل ضمان الفوز في المقعد الانتخابي سواء كان النيابي أو المحلي أو حتى أي انتخابات ، فمن هنا أوجه رسالتي هذه إلى المجلس المحلي في مديرية الحزم سرعة النظر فيما طرح هنا واعلموا تمام العلم أن هذا ماهو إلا غيض من فيض ونقطة من بحر و هموم المواطنين كثيرة في هذه المنطقة وكل ما يتعلق بالمشاريع الخدمية متعثر وكذا بعض المسائل المتعلقة بالمدرسين والمدارس إلى جانب المشكلة الأساسية والكبرى وهي مشكلة الكهرباء بدلا من أن تظل بين شد وجذب وتحتاج إلى سرعة النظر فيها وإلا فأحسن لنا جميعا أن نجلس على ضوء الفوانيس وعادي بنتعود نرقد من مغرب مثل زمان واهم شيء الواحد على الأقل يلاقي صاحبه ويقول له السلام عليكم وهو يرد عليه السلام بنيه صادقة لله تعالى وليس لانتماء حزبي أو محاباة لأحد أو لأنك من أصحاب فلان ، فادعوكم أحبتي جميعا واختصر المسافات وكل عبارات اللوم والثناء لأقول أرجوكم اتركوا الخلافات قليلا وانظروا بعض القضايا التي تحتاج إلى سرعة الحل ، ومهما تعددت أسباب وطرق حل المشكلة المهم أننا أولا وأخيرا أبناء الحزم نظل يدا واحدة وفي كل المواقف مهما اختلفت الرؤى الشخصية والاتجاهات الحزبية .
تحية تقدير وشكر وعرفان لكل من تواصل معي من الأحبة المقيمين في دول المهجر وكذا من داخل منطقة بني عبدالسلام ومن مديرية الحزم وسأظل انتظر كل مايستجد من بشائر خير ومنفعة تعود على الجميع بالخير ولن ننتهي هنا بل أعدكم بأننا سنعود ونكمل ما بدأته بالطرح هنا قريبا بإذن الله فكونوا في الانتظار.
مرسى القلم :
عائشة التقوى
بحبيبة أحمد شعري *** ولها أشدو من ذكري
أمي عائشة التقوى *** أوهبت فداها نحري
أمي تفداك ِ عيوني *** ولأجلك صغت شجوني
سرِّي هذا مكنوني *** قد طاف بشوق ٍ صدري
يا كل نساء الدنيا *** ما دمت لربي أحيا
سأظل أناجي اللقيا *** كي ألقى بشرى أمري
أعداؤك ِ مهما قالوا *** من قدرك لا مانالوا
عن دين إلهي مالوا *** يا ليت الجاهل يدري
a.mo.h@hotmail.com
على محمد الحزمي
قليلٌ من الكلام عن بني عبد السلام 3684