كيف أبدأ الكلام، وأنا اسطر الكلمات، هل اكتب عن واقعنا بدون تجميل، وهل قلمي سيكون صادق التعبير ؟
لا أريد أن اسبب لكم الهم والغم، ولكن القصد برسالتي هذه للآخرين الذين يعيشون العيش الكريم ويتجاهلون من سد رمق الفقير، إلى الذين يعيشون لأنفسهم وميسرين أمور أولادهم ، ويغلقون الأبواب بوجه غيرهم.
قرأت في صحيفتنا الموقرة "أخبار اليوم" مقالة للسيدة الفاضلة سعاد محمد"" حليمة ذات الثلاثين ربيعاً" هي موظفة متعاقدة في كلية الآداب حليمة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة.. "حقوق الضعفاء عند العظماء" ما هذه القسوة أين هي العاطفة الإنسانية، لماذا نغمض الأعين ونصم الأذان"؟.
نعم .. حليمة لن تكون الأولى ولن تكون الأخيرة، هي واحدة من كثير وكثير سلبت حقوقهم ولا توجد لهم الضمانات الضرورية لحمايتهم سواء أكانت المادية أم المعنوية، وحتى وإن وجدت يكون قد أصبح المعني في ذمة الله، فأين هي الوزارات المسئولة أين الضمانات الصحية، أين روحنا الإسلامية؟
للأسف الشديد في ظل تقلبات الحياة أصبحنا في حاجة إلى روح إنسانية تملأ نفوسنا بالخير وتخاطب ضمائر المسئولين.. لماذا الأمور ميسرة وسريعة المفعول لأصحاب المقام العالي، ومعسرة وبطيئة الحركة وروتينها طويل وعريض للموظف المحتاج؟
أنهم يغضون الطرف عن هؤلاء الضعفاء دون الاهتمام والالتفاف إلى التأمين يركزون جهودهم في البحث وراء الأمور الشيطانية والتي تضع للموظف المزيد والمزيد من القيود والعراقيل، فتأتي الموافقة على السفر والعلاج بعد أن تنتفي الفائدة منها.
أين نحن من هذه الوقفة؟، للأسف الشديد ، نعيش في الاتجاه المعاكس، بيوت عالية وسيارات فاخرة للأهل والقبيلة والعشيرة، عايشين الرفاهية الشاملة، لا يشعرون بالمواطن ولا يحسون للمحتاج لا يعرفون شيء عن أمور رعيتهم، إذا الموظف أصابه مرض كان الله في عونه، لا تأمين ولا رعاية صحية.. يموت ويظل المعاش الذي لا يسد الرمق مع الزيادة الهائلة في الأسعار، أما الموظف المتعاقد فيرجم حتى الموت، أما أولئك الحاضرون الغائبون يقفزون إلى الخارج لمجرد أنفلونزا بسيطة، هذا واقعنا الخبيث يترك فينا آثارا موجعة والظلم من أصحاب المقامات الرفيعة تجعلنا مثل الجرح المتقيح، " كاد الفقر أن يكون كفراً ".
أيها المسئول القريب البعيد، العلاج على نفقة الحكومة يعد طوق نجاة للطبقة الفقيرة، وللأسف استغلت استغلال سيئ " تحرم من البسطاء ليأخذها الأغنياء" أننا من طبقة التهميش طبقة الإقصاء المطحونة، أيها المسئول لا تمارس معنا اللامبالاة.. نحن المواطنين الطيبين المسالمين نستحق حياة كريمة مستقرة، أنى أشكو فقط لسيادتكم ضعف وقلة حيلة الناس. (( عش في الحياة كعابر سبيل وأترك وراءك أثراً جميلا ، وعش مع الناس كمحتاج تواضع لهم ، وكمسئول يدافع عنهم وكطبيب يشفق عليهم ولا تعش معم كذئب يأكل لحومهم وكثعلب يمكر بعقولهم وكلص ينتظر غفلتهم فإن حياتهم من حياتك ، وبقائك من بقائهم ، ودوام ذكرك بعد موتك من ثنائهم. فلا تجمع عليك ميتين ولا تؤلب عليك عالمين ولا تقدم نفسك لمحكمتين ، ولا تعرض نفسك لحسابين ، وإن حساب الآخرة لأشد وأنكي)).
د/ الهام باشراحيل
من قلة الخيل شدينا على الكلاب سروجاً 1935