في الوقت الذي تجري فيه مواجهات عنيفة بين المتمردين الحوثيين والقبائل، وتشهد صعدة توتراً حاداً واتهامات متبادلة بين السلطة والحوثيين، ووسط استياء شعبي وقبلي ورسمي من الممارسات التي تقوم بها عناصر الحوثي في مديريات محافظة صعدة، وفي خطوة مفاجئة وغير متوقعة تقوم ما يسمى بلجنة الحوار الوطني التابعة للقاء المشترك بالتوجه إلى صعدة للتوقيع على اتفاق جديد مع المتمردين الحوثيين.
المشكلة أن الحوثيين غير مقتنعين بلجنة الحوار ولا واثقين بالمشترك، ومع ذلك يصر هؤلاء على مغازلة المتمردين والتقرب إليهم وزيارتهم في عقر دارهم وتوقيع الاتفاقات معهم، فقد سبق أن قام الطرفان بتوقيع اتفاق في شهر أبريل 2010م، وفي شهر يوليو أصبح الحوثيون من أهم شركاء اللقاء المشترك، الذي أعطاهم ثلاثة مقاعد في لجنة المائة التي تمثل المشترك في اللجنة التحضيرية للحوار الوطني الشامل والواسع ، وفي حينها رفض الحوثيون المشاركة في لجنة الحوار وطلبوا من المشترك أن يقدم لهم شرحاً عن بنود لجنة الـ"200" للحوار الوطني وعن قضايا أخرى، بعد ذلك لم يشارك ممثلو الحوثي في اجتماعات لجنة الـ"200"، وفي كل الأحوال ظلت العلاقة بين الطرفين يشوبها الغموض وعدم الوضوح.
وفي حالة الغضب "المشتركي" من إجراءات الحزب الحاكم الأخيرة، أعلنت لجنة الحوار التابعة للمشترك عن تشكيل لجنة تنسيق مشتركة مع المتمردين من منطلق الحرص على "أمن الوطن واستقراره" ـ حسب ما ورد في البيان الصادر بتاريخ 12/ 12/ 2010م بعد اللقاء الذي جمع ممثلي لجنة الحوار "الوطني" وممثلي "السيد" عبدالملك بدر الدين الحوثي بمحافظة صعدة، والذي تطرق إلى "مختلف القضايا الوطنية"، كما تطرق الجانبان "وبعمق" إلى العلاقة بين الطرفين وضرورة الارتقاء بها وتطويرها لما يحقق "المصلحة الوطنية"!!.
والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة وعمق: أين تكمن المصلحة الوطنية في التنسيق وتعميق العلاقة مع العناصر الحوثية؟؟.. سؤال يتطلب إجابة وتوضيحاً وشرحاً لجماهير شعبنا اليمني "الحر الأبي" حتى يعرف ويفهم ما يحدث وما يدور، ونعرف جميعاً معنى "المصلحة الوطنية" وقبل ذلك نعرف مفهوم "الوطنية" عند المشترك والحوثيين، الذين اتفقوا على تعزيز العمل المشترك بينهما، و"التعاون" و"التواصل" وعقد اللقاءات "بانتظام"!! والغريب ـ وما غريب إلا الشيطان ـ أن الطرفين أكدا على حل مشكلات الوطن بمختلف جوانبها في إطار "وطني" وتحقيق "المواطنة المتساوية" والشراكة في السلطة والثروة وحفظ وصون اليمن "كياناً" و"هوية" من كل عبث أو استهداف!! ـ حسب البيان الصادر عن الطرفين اللذين عقدا اللقاء بينهما في إحدى مناطق صعدة التي يسيطر عليها الحوثيون.
والسؤال الأكثر أهمية وموضوعية: كيف يكون المتمردون الحوثيون طرفاً في حفظ وصون اليمن "كياناً" و"هوية"؟! أليس "الحوثة" أكثر الناس عبثاً "بالكيان اليمني" واستهدافاً لـ"الهوية اليمنية"؟! أليس الصراع في أساسه ومنطلقاته صراع هوية وثقافة وعقيدة ومنهجية؟!.
يا إخواننا أليست الهوية الوطنية هي مجموعة من القيم والأخلاق التي تتجسد في أفعال وتطبيقات تؤدي إلى الانتظام العام في المجتمع ضمن نسيج اجتماعي متماسك ومتمسك بالقيم الدينية والثوابت الوطنية؟.. الهوية الوطنية تعني الانتماء لليمن والولاء للوطن، فهل نجد ذلك لدى الحوثيين؟.. أفتونا مأجورين.
??
عبد الفتاح البتول
سؤال الهوية: أين المصلحة الوطنية في التنسيق مع العناصر الحوثية؟!! 2492