لا أبالغ إذا قلت أن الشعب اليمني شعب ذكي ولديه مستوى من الوعي الوطني ما يجعله قادراً على التميز بين من يتاجرون باسم الوطن وبين الوطنيين الحقيقيين ومثل شعب عظيم كهذا من البديهي أن يعتز وبحماس بأية قوى سياسية بناءة ومسؤولية تنشط بإخلاص ونزاهة في الساحة السياسية، كما سيفتخر وسيحترم أية صفوة مجتمعية تنطلق من أجل الوطن وحده لتعمل على خلق وفاق مجتمعي وتناسق والتحام حول أفضل الوسائل والسبل للإصلاح الذي هو غاية أي مجتمع إنساني.
ومثل شعب عظيم كهذا من البديهي أن يصفق وبحماس لكل من يبني طوبة واحدة تصلب أو ترفع صرح هذا الوطن ولو قليلاً، وسيفعل كل ذلك وما هو أكثر بكثير لكل من يساهم بجدية وإخلاص في أي إصلاح أو تطوير أو بديل أفضل لمشاكل شاءت الأقدار أن نرثها.. وياله من إرث سقيم.
ونعلم علم اليقين أن مثل هذا الشعب العظيم يفعل كل ذلك وما هو أكثر ولكنه لا يسكت أبداً ولا يتقاعس للحظة عندما يخرج في الساحة السياسية هؤلاء الفوضويين الذين لا يدركون النهب والاعتداء على الأبرياء لتحريض وتهيج الشارع اليمني وتحويل مسار البسطاء إلى متاهات اليأس والإحباط، أو خلق عوامل من الفوضى والتوتر التي يجدها الإرهاب أفضل بيئة للنمو والازدهار.
كما يحدث في بعض المناطق اليمنية التي يخرج منها بعض من أولئك المتاجرون الذين لا يميزون بين سمو الشجاعة وانحطاط التطاول البادئ ..مثل هذا الشعب العظيم من المؤكد أنه لن يتقاعس عندما تمتلئ الساحة بمن خلعوا على أنفسهم رداء البطولة والمجد غير مدركين أن الرداء أنخلع على من لا يناسبه فتحول من يرتديه إلى بهلوان لا يجتذب إعجاب أحد، ولكنه يثير اشمئزاز وسخرية الناس، نضيف إلى هؤلاء بعض من الفئات العبثية المناضلة من أدعيا الحكمة والمعرفة الجاهزون للنقد ولكن يعجزون عن تقديم الحلول، كما يضاف إلى هؤلاء بعض ممن يتواجدوا في الساحة نوع من الهراء المغلق بقشور تعبيرات ثقافية وعلمية ومرادفات سياسية جوفاء حجبت رؤية أصحابها عن تلمس الواقع والفجوة الثقافية الهائلة بين بعض نشطاء السياسة المحترفين وبين فئات بعينها من المجتمع اليمني كان رد فعلها دائماً، كما تقول لنا التجارب وتاريخ طويل هو التدمير والنهب وإشعال النيران في كل شيء.. مضافاً إليهم أيضاً أولئك المتطرفون الإرهابيون أنه مزيج مدمر يجب الحرص وبشدة على عدم تفاعل عنصريه حفاظاً على أمن ومنجزات ومستقبل هذا الوطن.
ومن المؤكد أن الشعب اليمني العظيم لن يسكت عليهم لأن السكوت هنا يمكن أن يكون سكوتاً أبدياً للجميع! كذلك لن يخاف الشعب منهم لأن الخوف هو سبيل هؤلاء المتآمرين والمجرمين والخارجين عن القانون للسيطرة علينا وعلى أقدارنا وهو ما لن يسمح به أبداً بعد أن رأى الشعب بعينة وجههم الحقيقي القبيح.. والله من وراء القصد.