إن موضوعنا اليوم هو حقوق الإنسان ولعلكم تجهلون كما كنت أنا أيضاً أجهل معنى حقوق الإنسان وأهميته، أن الحديث عن حقوق الإنسان يقتضي البدء بالحديث عن هذا المخلوق الجليل الذي نتحدث عن حقوقه، فلقد خلق الله هذا الإنسان فأحسن خلقه إذ سواه بيده ونفخ فيه من روحه وأسجد له ملائكته وعلمه مالم يعلم غيره من المخلوقات ثم استخلفه في الأرض وأمده بأسباب الحياة ومقومات الاستخلاف.
لقد تفاجأت حين تطلعت لبعض من صفحات كتاب خاص بحقوق الإنسان الدولية والمحلية "اليمنية" فأصبت بالاستغراب الممزوج بالندم والقهر، أما الاستغراب لأني لم ألتمس أو أشاهد ما قرأته من حقوق الإنسان اليمني أو العربي في واقعنا المعاش المليء بالاستعباد والانتهاكات وسلب الحرية و.. إلخ، أما الندم فكان مما مضى من عمري وأنا أجهل حقوقي كإنسان، فالحقوق التي تحمي الإنسان كثيرة سنذكر بعضاً منها وأنواع الحقوق الواجبة للإنسان ومنها:
الحقوق المتصلة بالذات الإنسانية ـ الحقوق المتعلقة بالبيئة والوسط الذي يعيش فيه ذلك الإنسان ـ الحقوق المتعلقة بالمصالح المائية الخاصة بذلك الإنسان.
وهناك حقوق متعلقة بالذات الإنسانية ومنها: الحق في الحياة والحق في السلامة الجسدية والحق في الحرية والحق في صيانة العرض والحق في الكرامة وحسن السمعة.
وحول الحقوق المتعلقة بالبيئة والوسط الذي يعيش فيه الإنسان وتشمل قسمين رئيسيين هما: الحقوق المتعلقة بحرمة المسكن ومحل النشاط ـ الحقوق المتعلقة بحرمة المراسلات والاتصالات.
أما في مجال الحقوق المدنية والسياسية يمكن القول بإيجاز بأن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان قد أوجب على جميع دول العالم احترام وحماية كافة حقوق الإنسان المدنية والسياسية وعددها بالمواد من "2 ـ 12" وشملت الحقوق المدنية الموارد "2 ـ 18" .
وخصصت بقية المواد "19 ـ 21" لحقوق السياسية، والعناوين الرئيسية لهذه الحقوق والواجب كفالتها من قبل الدولة للأفراد والجماعات تتمثل في:
حماية حياة وحرية وأمن كل إنسان يقيم في أراضي الدولة ـ تقديم الضمآن بعدم استعباد أحد وعدم تعريض أحد للتوقيف العشوائي والسجن والتعذيب وانتهاك حقوق السجناء، الحق في محاكمة عادلة والحق في حرية التفكير والدين وأن يكفل لكل مواطن التعبير وتشكيل ا لأحزاب والمنظمات الاجتماعية والمشاركة في إدارة شؤون الحياة العامة بصوره مباشرة أو غير مباشرة، كما كفل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان المساواة وعدم التمييز بين الناس في مختلف مواده، فينص القانون على أن يولد جميع الناس أحراراً متساويين في الكرامة والحقوق" وأن كان ديننا الحنيف قد وضح وفصل وأعطى للإنسان كامل حقوقه.
ومن هنا وهناك يتضح أن المساواة المعدومة في بلادنا العربية ليست حق من الحقوق أو حرية من الحريات وإنما هي أساس وركيزة وضمان لحقوق الإنسان وحرياتها الإنسانية.
القراء الأكارم، لا أطيل عليكم فخير الكلام ما قل ودل ولكن لا أحفي عليكم أني صدمت بقوانين حقوق الإنسان التي لا تعني واقعنا الحالي بشيء فما قرأته عن حقوق الإنسان الذي هو نحن طبعاً يتناسب تناسباً عكسياً مع واقعنا المعاش، نعم أين نحن من احترام وحفظ حقوق الإنسان، فكما يعلم الجميع على سبيل المثال وجود ظاهرة العبودية في العديد من محافظات الجمهورية، وسلب الحقوق وتنعدم المساواة وتنتهك الأعراض وتدنس الكرامة ويمارس شتى أنواع التعسف والتعذيب في السجون.
بالمختصر في بلادنا الحبيبة تفتقر حقاً لأدنى حقوق الإنسان بالرغم من أننا نعيش تحت مظلة الإسلام الذي يكفل لنا حياة كريمة بكل ما تعني الكلمة من معان وأنا شخصياً أتمنى أن يعي كل أبناء الشعب حقوقهم على الأقل.
أنهي كلامي هذا بكلمات الشاعر حارث القحيف إذ يقول في مقطوعة إنشادية:
أنا إنسان من لحم ودم * ضعيف الحال أصلي من تراب
خلقني الله وأودعني قيم * وعلمني الهداية والكتاب
حقوقي أصل خطاها القلم * وما في حق يتحول سراب.
??
رمزي المضرحي
حقوق الإنسان 1756