المشكلة اسم لشيء شائك قد يعيق اكتمال أي خطة أو عمل عليك القيام به .
عندما تصرخ وتقول يالها من مشكلة عويصة، هل علينا لعن هذه المشكلة ولعن سنينها ولعن من بفضله واجهنا المشكلة، في الحقيقة إن المشكلة قد تجلب معها الخير فمن وراء أعظم المشكلات .. ظهرت إبداعات وأفكار ورؤية جديدة للحياة .
نعم المشاكل ليست شراً محض .. بل ربما قد تكون خيراً لمن أراد هذا الخير لمن لا يعتقد أن نهاية العالم تكمن في صعوبة تلك المشكلة التي حلت به .
هل تعرفوا يا جماعة أن المشاكل هي من حركت عقول معظم المكتشفين والمبدعين فاحتياجنا نحن بنو الإنسان لكماليات الحياة الآن التي لا نستطيع الاستغناء عنها كانت في الماضي مشكلات في عقول المبدعين، كانت عائق لحياة مريحة أرادوها للبشرية .
وبعزيمتهم ومحاولاتهم وصلنا إلى مانحن عليه الآن، فنستطيع أن نسمع ونرى كل مايدور حولنا في العالم وفي نفس اللحظة لقد تعب المخترعون كثيراً حتى وصلنا إلى هذه التقنيات، حتى في تسخين الطعام ألم تكن في الواقع عبارة عن مشكلة دارت في رؤوسهم فحتى المبدعون فكرياً والأدباء كلهم عانوا من مشاكل وضغوطات أدت إلى كونه أديباً ومفكراً فإن التساؤل دائماً هل وراء كل بيت شعر مثلاً حكاية حزينة أو موقف معين لدى كل شاعر، مثلاً دفعه لإنجاز ذلك العمل فنظم الشعر الجميل أو الحزين أو الوطني وغيرها .
إني اعتقد ان لكل مبدع دافع أو مشكلة وجهته إلى ما يعتريه في داخله من حزن أو نقمة أو غيرها، أكان شعراً أم نثراً أم اختراعاً .
وهناك فوائد أخرى للمشكلة .. فالشخص يعرف نفسه حق المعرفة .. وهذا هو الأهم، ففي بعض الحالات نصطدم بأنفسنا قبل أن نصطدم بالناس ونندهش من تصرفاتنا التي صدرت منا وندعي أنها صدرت رغماً عنا .. ولكن في الحقيقة فقد كشفت لك المشكلة أو الموقف الصعب عن ماكنت تجهله في نفسك وشخصيتك .
واعتقد إنه لا يعرف الشخص نفسه إلا من خلال ردود أفعاله تجاه المشكلاتـ وبطريقة اختياره للحلول وماهي الحلول .. ولكن أطلب منك أن تقف مع نفسك وتسأل نفسك من تكون وهل أنت حقاً صادق مع نفسك، هل كل ماتقوله أنت مؤمن به من الداخل ؟
كلمة لها معنى قال: الأحنف بن قيس لولده :"يابني إذا أردت أن تؤاخي رجلاً فأغضبه .. فإن أنصفك فألزمه وإلا فأحذره .. فالإنصاف وقت الغضب من شيم الكرام .