لعل الكثير سمعوا عن كارثة العقد الحالي التي جاءت تؤرق العالم بأكمله وأثارت الخوف والذعر في أوساط الفاسدين والعملاء في شتى بلدان العالم وأصبحت تؤجج وتهز العلاقات الدبلوماسية والسياسية والتجارية والاقتصادية والأخوية بين دول العالم.
نعم إنها وثائق ويكليكس والتي تعد فضيحة العصر الذي قام بجمعها ونشرها أحد الاستراليين ويقال أن عدد هذه الوثائق السرية الفاضحة حوالي 25.000 وثيقة سرية لم تنشر منها حتى الآن إلا "1200" وثيقة سرية فقط.
لقد صار "ويكليكس" فجأة حديث الساعة وجرى التعاطي معه بوصفه كاشف الأسرار العالمية، وظهرت معه ا لولايات المتحدة ترتدي ثوب الضحية جراء تلك التسريبات ولسان حالها يقول أنها غير راضية عما تم كشفة من خلال "ويكليكيس" التي يجري الحديث عن تسربيها للنشر والرقم قابل للزيادة كل ساعة ويوم!!
وهكذا يجد العالم نفسه أمام مسرحية صهيوامريكية عنوانها "وثائق ويكليكس" وحتى يصدق العالم ذلك بدأت ا لحكاية من العراق وما صار فيه من جرائم ومن قصص وحكايات مرعبة تشيب لها الولدان من بشاعتها والكثير منها أظهرته عدسات الكاميرات عبر شاشات التلفزة العالمية والحقيقة أن ما صار في العراق ليس بحاجة إلى "وثائق ويكليكس" ليعرفة الناس بالشرق أو الغرب، فالأمر أكثر من واضح.. الولايات المتحدة تقول أن ما تم نشره في تلك الوثائق يهدد أمنها القومي وسوف تكون نتائجه سيئة للغاية، وأدانت تلك التسريبات بشدة ، ودفعت بالأمور نحو مسرحية هزلية من خلال دعوات قضائية ضد ويكليكس ولعل الأيام القادمة سوف تكشف ما لم يتضح بعد من لعبة تسريبات للوثائق الفاضحة ويسمونها تسريبات، كيف يمكن تسريب كل هذا الكم الهائل من الوثائق والتي تقول عنها الولايات المتحدة أنها تهدد أمنها القومي وحياة جنودها وتهدد مصالحها في أكثر من مكان؟!
ما يود كاتب هذه السطور قوله بصريح العبارة هو أن ما تم نشره أو تسريبه من الوثائق قد تم عن قصد أمريكي ومن أجل حكايات وأهداف كثيرة، المهم أن نشير هنا إلى أن تلك التسريبات قد جرت بتعمد وانتقاء شديدين للوثائق وبتوظيف سيئ يراد له أن يحقق أغراضاً تندرج ضمن الفوضى الخلاقة.
بغض النظر عما تم نشره حتى اللحظة وما قبل حول الكثير من ذلك فإن المتابع سوف يدرك الاتجاه الذي تهدف إليه التسريبات لفت الأنظار وردود الأفعال نحوه، وبالتالي سوف يلاحظ أنها تتناول الشرق الأوسط والمنطقة العربية بدرجة أساسية وأن موت بعض الوثائق إن صحت على مناطق أخرى وتبقى العملية مدروسة بعناية فائقة وأخيراً أقول أن الوثائق ليست كاذبة كلها ولكن حتى مصداقيتها تفتقد إلى حسن النية وأنهي مقالي بالمقولة "إن الثوم لا يفقد رائحته حتى لو غسل بماء الورد".
////////////////