وفي بداية عامنا الجديد سيحتفل العالم بأكمله بمناسبة نهاية العام 2010م واحتفاء بالعام 2011م وستقام الاحتفالات والمهرجانات وسنرى الألعاب النارية لتضيء سماء وأجواء أوروبا وأميركا وحتى الشرق الأوسط من عرب ومسلمين وغيرهم احتفاءً بنهاية العام الميلادي أو مايسمى بـ"الكريسمس الغربي" وستقام الدنيا ولن تقعد لهذا العيد المبتدع هذا ليس موضوعنا الآن .
فموضوع سيتفجر من جوف كاتب هذه السطور حسرة وغيرة على ديننا الإسلامي الحنيف وعلى رسولنا الكريم خاتم الأنبياء والمرسلين الصادق الأمين وهادي العالمين إلى الصراط المستقيم نعم إنه "محمد –صلى الله عليه وسلم-" إنه خير من أدى الأمانة ونصح الأمة وحفظ وأنشئ الإسلام من أعداء الله عزوجل وأعداء الإسلام .
إن حسرتي هذه المرة ليست على الشعب اليمني فقط فتحسري يبدأ على نفسي أولاً وعلى الأمة الإسلامية كاملة ولا أقول العربية فقط .
أما حسرتي وعتابي على نفسي المقصرة والمخطئة فهو عند نهوضي من النوم في الأسبوع الماضي في يوم الثلاثاء تفاجأت بإغلاق المكاتب الرسمية الحكومية والمدارس وغيرها فعندما سألت أحدهم فأجابني إجازة رأس السنة الهجرية فلم أصدقه فأصر المخطئ في حق دينه إلى أن يستفسر وجاء آخر فسألته عن سبب الإجازة الرسمية فأجابني بأنه لا يعرف هو أيضاً سبب الإجازة فسألت الكثير لإخماد أو إشباع تطفلي فردوا علي إنها بداية السنة الهجرية فأصبت بالخجل والإحراج الشديدين في نفسي أولاً من ديني ورسولي وشفيعي وقرة عيني محمد –عليه الصلاة والسلام- من نسيانه وجهلي لمثل هذا اليوم العظيم ألا وهو يوم الهجرة النبوية .
هذا اليوم الذي كان بداية الكفاح وجهاد أعظم وأشجع وأصدق وأعدل من خلق الله عزوجل على الأرض بنشر دين الإسلام جهراً هذا اليوم الذي خرج فيه سيد المرسلين من وطنه وأرضه التي كان يحبها خرج منه وقلبه يقطر دماً على فراقها والابتعاد عنها نعم كان عليه الصلاة والسلام يحب وطنه جداً إنها مكة أم القرى التي ولد وتربى وترعرع فيها عليه السلام ومن هنا يعلمنا عليه الصلاة والسلام مدى صعوبة فراق الإنسان لوطنه وبلده نعم .. لقد خرج وجهاء قريش أعداء الإسلام وليردعوا الصادق الأمين والمحاولات العديدة لقتله وإغرائه بالأموال والسلطان وشتى وسائل الإغراء والإطراء التي ما أن تقع في يدينا سنضعف أمامها ونسلم ديننا ومبادئنا لمغريات الدنيا الزائفة الزائلة وهذه حقيقة لا ينكرها إلا مغرور أو كاذب .
عموماً لعل الكثير من يعلم ماواجهه نبينا الحبيب محمد -صلى الله عليه وسلم- من أهله ومن أقوى وأغنى قبائل العرب كفار قريش في سبيل نشر هذا الدين وهاجر من مكة إلى المدينة ولقي في طريقه مايضعف صناديد الرجال ولعلكم تعلمون بالاستقبال الذي حظي به عليه الصلاة والسلام في المدينة المنورة وتعلمون أنه من المدينة المنورة بعث رسله إلى شتى بقاع الأرض لدعوة العالمين للهداية للإسلام لأنه لم يبعث للعرب أو قوم محدد بل بعث للعالمين أجمعين وقد أفلح عليه الصلاة والسلام وكان أعظم مدرس ومربي وقائد ومقاتل ومفكر ومخطط عرفته البشرية وحتى الأن نجح عليه الصلاة والسلام ولم يعرف الفشل ومن هنا نتعلم كيف ننجح وكيف نخطط ونصبر ونعمل ونعبد الله عزوجل نعم .
إن هذا اليوم نسيناه وتجاهلناه ولم نعطيه حقه كما ينبغي .. وهو عيد المسلمين يتعاملون مع هذه الذكرى العظيمة وكأنه يوم جمعة أو عيد العمال والموظفين .
فيمر علينا مرور الكرام الإسلام وعلى أمة محمد رسول الله –عليه الصلاة والسلام- فلو أنه عيد بداية العام الميلادي سترى الإعلام يعلن أسبوع على الأقل عن قرب الكريسمس فيحتفل الغرب ونحتفل اقتداء بهم ويرقصون ونرقص مثلهم ويتأجزون ونتأجز مثلهم ويبكون ونحن مثلهم ويضحكون ونحن مثلهم فيأسفاه على أمة الإسلام وياحسرتاه على أنفسنا .