علم الكلام من العلوم الجديدة على العصر الإسلامي فقد نهى الرسول صحابته عن الخوض في موضوعات علم الكلام لأنها تورث شقاق وخلاف ومشاكل وتشابك بين المتكلمين.. وهذا ما كان يسمى جدلاً.
لكن هناك أمور حدثت وسببت في نشأة علم الكلام وتسميته بهذا الاسم منها الغزو الثقافي الأجنبي فقد توسعت الدولة الإسلامية واختلطت الأمم وكلٌ له ثقافته الخاصة به إلى جانب ذلك الخلافات حول الخلافة والإمامة.
ومن ثم هناك الآيات المتشابهة في القرآن وقد جعلت بعض المتكلمين يفسرونها حسب أرائهم.
ثم هناك الترجمات العربية للفلسفة اليونانية التي تأثر بها الكثير من علماء وأدباء المسلمين مثل "ابن سينا ـ الكندي ـ الفارابي" وغيرهم، كل هذه الأمور أدت إلى ظهور "علم الكلام" وفي الحقيقة أن البداية كانت للدفاع عن الإسلام ودفع الشبهات التي كانت تمس العقائد الدينية عندنا فقد أختلط المسلمون بالمسيحيين فظهرت موضوعات متعلقة بكلام الله أو خلق القرآن وذات الله وصفاته واختلطوا بالهنود أيضاً فتجددت أفكارهم وتعددت دياناتهم وفلسفتهم.
وبعد ذلك بدأوا ومن خلال الدفاع عن الشبهات التي أثارها الداخلية الجدد إلى الدولة الإسلامية بدأوا في قضايا جدلية وهي الخوض في صفات الله وأسمائه، فبعضهم من عطل بعضاً من الصفات مثل "المعتزلة" وبعضهم قال أنه لا يضر مع الإيمان معصية "المرجئة" وبعضهم قالوا أن أعمالنا جبر علينا "الجبرية" والخوارج الخارجين عن شيعة علي رضي الله عنه "الخوارج" قد دخلوا في المحضور.
وبهذا أصبح علم الكلام عن عبارة حرب كلامية بين المتكلمين والعلماء بل بين المتكلمين أنفسهم فكل أصبح له شيخه الذي يحارب من أجل مذهبه وأفكاره التي تخالف كلام ومذهب شيخ آخر.
وقد خلطوا بين الفلسفة وعلم الكلام والحقيقة أن هناك خروق جوهرية، فالفلسفة شيء آخر فهي تختص بدراسة الكون بأكمله والبحث عن كل شيء، أما علم الكلام فهو يبحث في الدين فقط وخلطوا أيضاً بين التصوف وعلم الكلام وهناك أيضاً فروق جوهرية: فمصدر المعرفة عن المتصوف هو القلب.. أما في علم الكلام فيعتمد على العقل والنقل.. وللكلام بقية.
إيناس علي
علم الكلام 1798