في الوقت الذي خرج عدد من النقاد الرياضيين يصفون "خليجي 20" بالفقيرة فنياً، جاءت مباراة منتخبي الكويت والعراق في نصف نهائي البطولة لتختزل ما فقده عشاق البطولة من متعة ،عالية الكيف لتعيد أمزجتهم إلى الاعتدال تجاه مواجهات غابت منذ خليجي 17 بالدوحة.
لقاء الأزرق بأسود الرافدين بخليجي عدن استمتع به تاريخ بطولة الخليج الذي عادت به الذاكرة إلى أيام الصبا والتنافس الذي زاد من وهج البطولة بين المنتخبين آن ذاك، قبل استمتاع الجماهير في استاد 22 مايو.
120 دقيقة من العرض، المغلف بالمتعة، والتنافس المدفوع بالرغبة، والندية المصبوغة بالثقة، والأداء الرجولي، استطاع خلاله الفريقان اخراج لقاء بتصور أخاذ لم ترتق إليه مخيلتنا التي آمنت أن اللقاء قمة تقليدية و نهائي قبل آوانه بين فريقين يعد الأفضل فنياً بين منتخبات خليجي 20.
120 دقيقة تجلى فيها لاعبو الفريقين وازدادوا تألقاً في سماء النجومية ..رأينا عودة لنجوم افتقدنا بريقهم مؤخرأ.. رأينا هوار ملا ونشأت أكرم في قمة الرشاقة والعطاء ، رأينا لمسات المطوع النادرة التي تكشف عن حجم موهبة هذا النجم الخجول.. اما اكتشاف خليجي 20 اللاعب الشاب فهد العنزي فكان حكاية أخرى وعزف بقدميه ألحاناً تشنف الأبصار.
كانت عواطف غالب الجمهور اليمني حائرة بين فريقين لا تريد فقد احد منهم قبل نهائي البطولة لعروضهما المبهرة على مسارح "الوحدة" و "22 مايو"، بعض العواطف التي تمايلت حول الفريقين عادت أثناء اللقاء إلى نقطة الحياد لكمال ماترى من كر وفر في نزال شديد البأس بين خصمين عنيدين يرفضان الاستسلام.
كانت الجماهير تعي ضرورة صعود فريق وخروج آخر من المنافسة حتى لو أشار قاضي اللقاء إلى تعادل الطرفين.. فخرجت راضية بعرض لن ينسى، ولسان حالها يقول ماقدم الفريقان هو "أفضل دعاية لكرة القدم الخليجية".
في عدن عاد الأزرق فارساً يرتقي به جيل ينثر إبداعاً ويخلق متعه ميزت كرة القدم الكويتية وأطربت متابعيها ماضياً وحاضراً.
في عدن يرى الأزرق الجديد ثمرة قد دنى قطافها لاحتضان معشوقته الأولى بعد 12 عاماً من الخصام.. وهو يعي تماما أن عودة الغزل بينه وبين معشوقته يقتضي إعادة منازلة الشلهوب ورفاقه الذين وجدوهم متربصين أمامهم مرة أخرى على سبيل التاج.
دواس العقيلي
لمسات من الكرة الخليجية 1441