في البدء نتقدم بتحية إجلال وإكبار لكل تلك الجماهير الرياضية التي ضربت أروع الأمثلة في حب الوطن والانتماء للأرض وكانت قمة في الحرص على سمعة الوطن أمام الضيوف من الأشقاء.
كظمت غيظها فداء للوطن.. رغم مرارة الحزن الذي كانت تتجرعه عقب كل مباراة جراء تلك النتائج الأكثر من مريعة وآزرت المنتخب "الملطشه" حتى آخر لحظة وتقبلت الخسارة بروح رياضية.
تلك الجماهير الهادرة التي كانت تهز مدرجات الملاعب بهتافات التشجيع للمنتخب والتغني بحب الوطن والتعبير عن اعتزازها بانتمائها.. وأنت تتابع كل ذلك الحماس وذلك الزخم للجمهور طوال المباراة.. تزداد افتخاراً بجمهور كذلك الجمهور.
وبما أظهره من حماسة.. ولكن يزداد إعجابك أكثر بالجمهور حينما يتقبل تلك الهزائم لمنتخبنا بروح رياضية في غاية العظمة.
وبشهادة أحد الصحفيين الرياضيين القطريين الذي كتب في إحدى الصحف القطرية.. قال: أن ما رأيته في الملاعب اليمنية وما تميز به الجمهور الرياضي في اليمن لم تشهده أي ملاعب في العالم.. وأكد أنه لم يشهد جمهوراً رياضياً في أي ملعب من ملاعب تملك تلك الروح الرياضية التي وجدها لدى جماهير الرياضة في اليمن.
لقد كانت الجماهير الرياضية أجمل ما في هذه البطولة وكانت من أبرز ما يميز بطولة خليجي عشرين عن باقي دورات البطولة منذ التأسيس.
لذلك فإن أقل ما يمكن أن نكافئ به تلك الجماهير الرياضية العظيمة والوفية التي جسدت حبها وولائها للوطن في أروع صورة، هو أن تقام محاكمة عادلة في ميدان عام للقائمين على اتحاد القدم ووزارة الشباب والرياضة.. لأن المطالبة بإقالتها وإبعادها أصبح مطلباً لا يلبِ رغبة الرأي العام.
فهل يعقل أن نبخل على تلك الجماهير العظيمة بمثل ذلك المطلب؟؟ هل سنحافظ على من أساءوا لسمعة الوطن.. كي نخسر من شرفوا الوطن ورفعوا سمعته إلى عنان السماء؟؟
المؤسف أن صحوتنا جاءت متأخرة.. لأن كان يفترض بنا أن ندرك قبلها أن من الحقوا بنا تلك الإساءة من القائمين على الشأن الرياضي واتحاد القدم.. كان متوقعاً لأن من دخل على عالم وشؤون الرياضة بالطريقة التي دلف بها النابغة الذبيان في ميدان الشعر لا يمكن أن يقدم ما ينفع.. ولن يقودنا إلى النجاح.. وإذا كان كتب للنابغة الذبياني النجاح في ميدان الشعر الذي دخله بعد أن تجاوز سن الخميس عاماً لا يعقل أن تتكرر تلك المعجزة لأن الرياضة غير الشعر.. والقرن السادس الميلادي غير القرن الواحد والعشرين.
هنا لنا أن نحكم عقولنا.. هل يمكن للاعب كرة قدم وصل إلى النجومية وتحول إلى مدرب شهير وناجح.. هل سينجح في العمل كخطيب جامع إذا ما أو كلت إليه هذه المهمة؟!
وهو لم يسبق له أن قرأ في كتب الفقه والسنة وحفظ القرآن.. يعني إذا كلفناه هكذا.. هل نتوقع منه أن يكون خطيباً ناجحاً أو نافعاً؟، كذلك المثل هل يمكن لخطيب الجامع أن يصبح قائداً ناجحاً للعمل الرياضي وهو لم يسبق أن كانت له علاقة بالرياضة؟؟
وهل الشيخ الذي أعتاد على شراء كل الألقاب بماله.. ومنها رئاسة اتحاد القدم هل سنتوقع منه أن يأتي بما قد يفيد الرياضة؟.. ما يمكن أن يقدمه هو استخدام مكانته في التهرب لكي يصل منتخبنا إلى الدور الثاني على الأقل ولو تهريباً، لكن يبدو أنه قد أستكثر على المنتخب حتى هذه الوسيلة.
قد يجد الشيخ من يدافع عنه من بعض الزملاء الذين يعملون بنظام الدفع المسبق.. ولكن أن دفاعهم لن يتجاوز ذكر ما قدمه ويقدمه الشيخ من دعم مالي لبعض الأندية وبعض الرياضيين.. وإذا كانت هذه بعض منافعه فهناك الكثير من المضار التي أضر بها الرياضة وكرة القدم.
وقد شهدت كرة القدم منذ دخوله إلى عالمها سلوكيات سلبية وممارسات لم تكن موجودة قبله..مثل التلاعب في نتائج المباريات.. كثير من المباريات كانت تحسم نتائجها في مقيله قبل أن تبدأ بما يزيد عن ثمانية وأربعين ساعة.
كما كان أي خلاف له مع إدارة نادي من الأندية.. يقود بتدمير هذا النادي من خلال شراء لاعبي النادي لأندية أخرى ليس حباً في تلك الأندية ولكن لكي يدمر النادي الذي اختلف مع إدارته.