هو حدث أثار الكثير من الكلام حوله وكثرة القيل والقال لأنه وخاضت عن بقية الأحداث والفعاليات الكروية التي تقام في أقطار مختلفة كونه أخذ الكثير من الوقت وخيض فيه الكثير من الجدل والاعتراضات والمراهنات وسخرت له الكثير من الإمكانيات وجندت له الكثير من الطاقات ربما أكثر مما يستحق أو أكثر بكثير من النتائج التي قدمها من كان معولاً عليهم تقديمها من الفريق الرياضي إلى اتحاد كرة القدم ووزارة الشباب الرياضة ..

ولهذا قدم الكثير من المواقف الداعية للسخرية .. وأثرى الساحة الترفيهية بالمزيد من النكات والتندر التي يبرع فيها العرب .. وأشقائنا الخليجيين خصوصاً تجاه اليمن التي كانت ومازالت مهد العروبة وإن خذلتها الظروف وخانها الحظ ببعدها عن براميل النفط والغاز وإجادة لعب الكورة .. وليس غزو الفضاء أو امتلاك أسرار التكنولوجيا التي وصلوا إليها قبل اليمن ويا ليتهم فعلوا .. حتى تبقى الثقافة الشعبية لديهم زاخرة بالنكات والتهكم على شعب ضاربة حضارته في أعماق التاريخ ، على بطولة لا نعرفها في تاريخنا ولا تنتمي لقيمنا وحضارتنا، أبتلينا بها ضمن الغزو الثقافي والحضاري لأمتنا وكأننا لا نجد ما يشغلنا في حياتنا وحياة الأمة سوى هذه اللعبة التي أصبحت تشكل ترمومتر للعلاقات والتنازع والفرقة والاختلاف، كما حدث بين مصر والجزائر خلال منافسات كأس الأمم الأفريقية .. أو كما هو الحال اليوم مع هذه المناسبة الكروية التي ما كنا نتمنى أن نتبناها بهذه القوه ونحن بهذا المستوى من الضعف والهزال .. وعدم الجدية والاستعداد .. لا حباً في رياضة الكرة ولكن احتراماً للقناعة التي أقنعنا بها أنفسنا بخوضها ونحن دون المستوى المطلوب والقادر على المنافسة .

ولسنا مع المبررات الواهية التي يسيغها البعض بأنه يكفينا فخر قيام الفعالية ونجاحها على حساب فشلنا وربما كرامتنا الكروية التي أهينت على أرضية الميادين الرياضية وماردها .. وخذل فيها الرأي العام والشعبي وأصيب الجمهور بالإحباط بعد كل الحشود على كل الصعد والإمكانيات التي أهدرها المفسدون بترهاتهم وغرورهم .. وإن كان ما يقال صحيحاً أنه تم إنفاق الكثير من المال على المنتخب حتى يخوض مباراته مع الفرق بكفاءة وقدرة عالية فإنه ربما يكون هذه المرة قد أفسدته نعمة الإسراف وإن كنا نشكك في ذلك فنقول أفسدته ملذات خليجي"20"، كما أفسدت ملذات كابوا هييعل القرطاجي عندما غزا روما ولما وصل إلى تلك المدينة الرائعة في إيطاليا أنشغل بملذاتها عن الغزو ولم يستفق من ملذاته إلا عندما هاجمه الرومان في كابوا وهي اليوم نابولي وأصبحت مقولة بعد ذلك "أغرته ملذات كابوا" فمن يقتنعون بهذا ينسبون الفشل إلى تحول اللاعبين إلى تخزين القات الغالي والممتاز بعد أن طلقوا أيام القطل فزاد معهم الكيف والسهر طوال الليل غير مبالين باللياقة ونتائج المباراة .

وأخيراً فالمطلوب أن لا يمر الحدث بدون عقاب أو حساب لمن تسب بالفشل وأهدر كل تلك الأموال والجهود ليجني الوطن من إهدارها النكتة الساخرة والتندر المضحك ، وما نقوله لأشقائنا لا يشغلكم الحدث ولا يغرنكم إلى هذا الحد ، حتى لا تكونوا كما قال الشاعر يوما :

ألهي بني تغلب عن كل مكرمة

قصيدة قالها عمرو بن كلثوم .