سأتناول الحدث من منظور- آخر- بعيداً عمن سيأخذ الكأس أو عدد الأهداف والربح والخسارة حيث لم تشهد اليمن حدثاً رياضياً أو ثقافياً أو حتى سياسياً وحد مشاعر الناس وشكل قاسماً مشتركاً ألتف حوله اليمانيون / ووحد الهدف ورفع شارات اليمن خفاقة بأيدي الصغير والكبير وعلى السيارات والمنازل وحتى على خدود الأطفال ذكوراً وإناثاً .
قطعة ثلج حلت علينا أثلجت صدورنا وساد الصمت والهدوء والطمأنينة والوئام والهدوء وغابت مظاهر الكراهية والتنافر لتحل محلها أهازيج الفرح وتوحيد الصوت .
تظاهرة رياضية صنعها الأشقاء من دول مجلس التعاون الخليجي والعراق واليمن في اليمن ، في عدن ثغر اليمن الباسم ، مدينة البحر والجبل ، حيث وجدوا الابتسامة والترحيب والضيافة اليمنية الأصيلة وحلت هذه التظاهرة الرياضية هدية مباركة لليمن وأهل اليمن استطاعوا أن يحشدوا الجماهير للتفاعل معها ومع منتخبنا اليمني رغم الخسارة .
هناك تعالت زغاريد النسوة من البيوت في لحظة فرح مثيرة لمساندة المنتخب اليمني ، وحتى برامج الأطفال التلفزيونية ألغيت لنجد الصغير والكبير يتابع مجريات الحدث الرياضي الكبير ، فصار أهل السياسة رياضيون وأهل الثقافة رياضيون وحتى الأطفال والنساء .
وكان الحدث بمثابة نقطة تحول أو منعطف جديد في اليمن ليس على المستوى الرياضي فحسب ولكن على المستوى الأمني وربما السياسي.
ومن يدري؟ فقد نقول في يوم ما : كانت اليمن قبل خليجي"20" شيء فصارت بعده شيء آخر .
دعونا نتفاعل وقد نقول: كانت في اليمن "قلاقل" قبل خليجي"20" أو ربما نقول في يوم ما كان في اليمن فساداً قبل خليجي"20".
وعلى هذه المساندة الجماهيرية العريضة والالتفاف الموحد استطاع خليجي"20" أن يرسم علاقات النجاح والنصر ونجحت اليمن في أن تقدم نموذجاً فريداّ وممتازاّ في الاستقبال والتنظيم وفوق كل شيء في عرس المحبة والإخاء مع الأشقاء .
ومرحباً بالِأشقاء في وطنهم الثاني ،وهنيئاً لمن سيأخذ الكأس .
أما اليمن فقد أخذت الكأس ، كأس الاستقبال والتنظيم واحتضانها لهذا اللقاء الرياضي الذي شكل نقطة تحول جديدة في المسار اليمني والشأن اليمني خارج حدود الرياضية .