ما فعلته جماهير كرة القدم اليمنية، لم يسبق أن شاهدت مثله في كل ملاعب العالم.
مشهد فريد جميل بلا أدنى شك.
سجل الفريق اليمني هدفا في مرمى الفريق القطري فاهتزت كل المدرجات، لكن المفاجأة أن عددا كبيرا من مشجعي اليمن صفقوا ورفعوا أعلام قطر عندما جاء هدف التعادل وكرروا نفس الفعل الجميل بعد هدف الفوز القطري.
جماهير اليمن.. في المدرجات كما رأيت.. وخارج المدرجات كما نقل لي قدمت درسا جميلا في الكرم والروح الرياضية واحترام الضيوف.
يا له من مشهد جميل، أعلام كل المنتخبات المشاركة في المدرجات، أعلام يحملها مشجعو اليمن إلى جانب مشجعي المنتخبات الأخرى.
في مباريات دورة الخليج الحالية لم نسمع صفيرا ولا إهانة للمنافسين، بل طبق مشجعو كرة القدم في الشقيقة اليمن ولأول مرة ما نردده باستمرار: «التصفيق للعبة الحلوة».
شعار.. ننادي به دون أن يطبقه أحد. مجرد شعار لا معنى له غير مطبق أصلا لكن جماهير اليمن.. ولأول مرة فاجأتنا بحضورها.. وبروحها الرياضية، وعدم تعصبها.
جماهير اليمن أشعرتنا.. لأول مرة بروح الأخوة والمحبة في المدرجات.. مطبقة شعار: «التصفيق للعبة الجميلة». تذكرت «المونديال» حيث تشجع جماهير كرة القدم في كل أنحاء العالم فريقا معينا. مشجعون للبرازيل من مختلف دول العالم، ومشجعون لإيطاليا وإسبانيا وألمانيا والأرجنتين. مشجعون لفريق واحد من مختلف الجنسيات.
أما في مدرجات الملعب اليمني فقد اختار المشجع اليمني فريقا لتشجيعه بعد فريق بلده، بل إن عددا كبيرا من المشجعين كانوا يشجعون منتخب بلدهم إلى جانب الفريق المنافس. كانوا باختصار يشجعون الأداء الجميل، يصفقون ويرفعون أعلام الفريق الذي يسجل هدفا. إنها قمة الروح الرياضية العالمية التي لم يسبق لي أن شاهدت مثلها محليا أو قاريا أو عالميا.
تحية حب لأبناء اليمن الذين نجحوا في التنظيم والاستقبال والضيافة على نحو غير مسبوق، وإن لم ينجحوا فنيا فخرج فريقهم مبكرا مع تمنياتي للفريق اليمني بالتقدم في السنوات المقبلة بإذن الله.
أما عن مباراتي السعودية والكويت ثم اليمن وقطر فأقول إن مباراة السعودية والكويت جاءت امتدادا لمباريات هذه البطولة التي تميزت بالقوة والسرعة والندية والإثارة أما مباراة اليمن وقطر فكانت أضعف المباريات حتى الآن. ومع أن هذه البطولة خلت من الأسماء الكبيرة من فئة «السوبر ستارز» إلا أن المستوى العام كان جيدا الأمر الذي يؤكد أن كرة القدم الحديثة باتت تعتمد على الجماعية.. وتضييق المساحات.. والقوة والسرعة. مهمة الفريق السعودي القادمة أصعب في حين أن مهمة الفريق الكويتي باتت أسهل، وأخشى ما أخشاه أن تكون الانتفاضة القطرية على حساب فريقنا الذي أضاع فرصة الفوز أمام الكويت.
نقلاً عن الشرق الأوسط