;
عبد العزيز المقالح
عبد العزيز المقالح

في رثاء المشروع الأوبامي 1672

2010-11-27 02:42:43

 هل استنفد رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما رصيده الشعبي المحلي والعالمي في منتصف المرحلة الأولى من توليه للسلطة؟

shape3

وهل يمكن القول إنه بدأ حالماً وانتهى واقعياً، وبمعنى آخر هل دفعته رياح الفوز غير المسبوق إلى التوسع في إطلاق العنان

للأحلام الكبيرة والتبشير بإنجازات لن تتحقق؟ وهل خانه جمهوره الواسع، أم أنه هو الذي خان ذلك الجمهور الذي حمله إلى

البيت الأبيض بنسبة أصوات لم ينلها رئيس أمريكي من قبل؟

أسئلة كثيرة يطرحها الواقع الكئيب الذي بدأ يحيط بهذا الرئيس الذي كان قد ظهر في بداية ولايته كمنقذ حقيقي لإخراج الدولة

العظمى مما كانت قد وصلت إليه من ترهل وانكسارات سياسية واقتصادية وأخلاقية . صحيح أن أحداً من الدارسين لأوضاع

تلك الدولة العظمى لم يتوقع المعجزات، لكن الأمل كان يراود الجميع بأن شيئاً مهماً وجديداً قد حدث في تلك الدولة التي بدأت

توصف بسيئة السمعة . وكان في الكلمات الأولى ل”أوباما” شيء مختلف يدعم هذا الأمل ويضاعف من التمسك به، لكن

قوى اليمين وجماعات المتعصبين الذين يرون في مجرد صعود رئيس أسود اختراقاً غير مقبول، فضلاً عن اللوبي الصهيوني الذي

رأى في مشروع هذا الرئيس ما يعد تحولاً عن المنهج التقليدي الذي اتخذه كل الرؤساء السابقين تجاه القضية الفلسطينية وغيرها

من القضايا التي تعرَّض الوجود الصهيوني لضغوط غير مسبوقة، كل ذلك حال دون تحقق أي شيء من تلك الآمال .

لا أشك، ولا أعتقد أن هناك من يشك في حسن نوايا الرئيس أوباما وفي حرصه على تنفيذ ما ورد في مشروعه الانتخابي وفي

خطاباته التي تلت فوزه بالرئاسة، إلا أن أعداءه وأعداء مشروعه من الكثرة والقوة إلى درجة يصعب عليه وعلى أنصاره

مواجهتها، لاسيما اللوبي الصهيوني الذي حاول قبل الانتخابات، ألا يصل أوباما إلى البيت الأبيض، ونجح بعد انتخاب أوباما في أن

يضعه في موقف الدفاع بعد شهور قليلة فقط من الانتخابات . وقد ساعد أوباما نفسه أعداءه لتأخره في اتخاذ الإجراءات التي

كان يمكن له اتخاذها في مناخ الشعبية الساحقة، ومنها إغلاق سجن “غوانتنامو” ذلك العار الذي يدين زبانية الحزب

الجمهوري الذين صمتوا مؤقتاً ثم عادوا إلى الظهور شاهرين أنيابهم وألسنتهم، ومن ثم تحقيق فوزهم في الانتخابات النصفية

لأعضاء البرلمان .

إن التردد في اتخاذ الإجراءات الضرورية المتعلقة بالبرنامج الانتخابي قد ترك أثراً لا يمكن تجاهله في تدهور شعبية أوباما وفي

إخفاقه في تحقيق أهم نقاط مشروعه لإصلاح ما أفسده الجمهوريون وغيرهم من علاقات الولايات المتحدة بغيرها من شعوب

العالم، وظهر المنقذ بعد عامين من وصوله إلى البيت الأبيض في حالة من التخبط والارتباك، وكلما مر يوم زاد موقفه ضعفاً

وتكاثرت من حوله الدسائس والمؤامرات وزادت محاولاته في إرضاء خصومه من المتطرفين ودعاة الحروب في استنزاف

خيرات الشعوب، ولعل أبرز محاولات الإرضاء هي تلك التي يقدمها بالتتابع للوبي الصهيوني حتى بعد دوره الواضح في التأثير

في الانتخابات النصفية. وهنا لا ندري من يستحق الرثاء هل أوباما أم مشروعه الذي كان أحد المشروعات ممكنة التحقيق لإنقاذ

الولايات المتحدة مما ينتظرها على يد اليمين المتطرف المتضامن مع اللوبي الصهيوني من تفسخ ودمار؟

يبقى على الذين بالغوا في تفاؤلهم بظهور عهد جديد يطل على الإنسانية من واشنطن، أن يعيدوا النظر في حساباتهم ويدركوا أبعاد

الحقيقة التي تقول إن الشمس لا تأتي من الغرب

عن الخليج

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد