نحتفل بالجرح مع "أبو بكر" ونواصل الهم مع "الآنسي" بعد أفراح العيد عندما قال : وما يهم البال خليه لبعد العيد رغم إننا لم نستطع الخروج من الهم والتفكير في النتيجة والواقع الرياضي المر الذي مثل البداية المزعجة والمحبطة للكثيرين الذين ساورهم التفاؤل وراودتهم الآمال معللين ذلك بأسباب نسجوها بين الخيال والحلم .. والحقيقة والشطح .. منها على سبيل المثال أن المنتخب السعودي حضر الفعالية الكروية بفريق غاب معظم نجومه ولاعبيه المخضرمين، إضافة إلى الجمهور والأرض التي تعتبر ركائز رئيسية في دعم الفريق المنتمي إليها ورفع معنوياته وتعتبر نقاط داعمة ورصيد مساعد على الفوز أو حتى التعادل بالإضافة إلى الاهتمام بالفعالية شعبياً ورسمياً.
ولكن كل ذلك لم يجد نفعا ولم يغير الحالة والصورة التي تتكرر في كل مناسبة رياضية وكروية بين منتخبنا والمنتخبات الخليجية والسعودية على وجه الخصوص، التي تعطي الكثير من الأريحية للفريق السعودي وتمنح منتخبنا الحسرات ومرارة الهزيمة وقد تكون الصورة هذه المرة أكثر مرارة وقتامة حيث هزيمة منتخبنا وسط أرضه وجمهوره مقابل فريق لم يلعب بكل لاعبيه ونجومه ..
وهكذا فإننا سنظل على هذه الحالة نمثل الملطشة الكروية للفرق وكأن فريقنا الشخوص التي يتم التدرب عليها في ميادين الرماية .. ربما تناولنا الموضوع في مقال سابق على أيام كأس العالم عندما قلنا أن الأقدام عاجزة عن الحركة وإجادة ركل الكرة وكأنها مثقلة بقيود حديدية أو مكبلة بسحر سحرة فرعون .
والحالة ينطبق عليها المثل الشعبي ( لا ينفع حموك أسفل العقبة ) والذي يعني انك إذا أردت أن يصعد حصانك أو حمارك أو أي دابة الجبل بقوة وكفاءة لا ينفع إن تطعمه الشعير ولو حتى العسل والزبيب قبل طلوعه الجبل بساعة وعليك الاهتمام به وتغذيته وتسمينه قبل ذلك بشهور وأيام.
فالاهتمام بالفريق أو المنتخب قبل المباراة أو المناسبة الكروية لا يجدي طالما الإهمال والتدريب والتأهيل والرعاية غائبون عن مخيلة الاتحاد ومسسؤولي الرياضة .
ومن الطبيعي أن يغيب معه والإبداع ليس عيب أن يخطئ الانسان ولكن العيب أن يكرر الخطأ وليس عيبا ان يهزم الانسان لأنها طبيعة الحياة.. والدهر يومان يوم لك ويوم عليك.. ولكن العيب أن نساعد الأخرين على هزيمته وهزيمة نفسه ، ومن يفوز ويتفوق على الآخرين في لعبة كرة القدم لا يمتلك قدماخارقة أو حديدية أو معجزة وإنما قدم مكوناتها نفس مكونات أقدام الأخرين ولكن الفرق بين قدم تجد الإهتمام والرعاية والتدريب والغذاء والصحة وقدم لا تجد شيئاً من هذا كله فتنطلق الأولى وتتحرك وتقيد الأخرى وتتمزق ..
إن المفروض بعد كل هذه المحاولات والهزائم المتكررة أن تغير الآلية أو تتوقف عن الاشتراك في مباريات تنافسية مع منتخبنا لمنحها حق الانتصار ونخرج منها كل مرة نجر أذيال الخيبة وتعاسة الهزيمة غير مستفيدين من الدروس ولا متحاشين الأخطاء أو مستعدين لتغيير الآلية.. دعوا الأندية للمؤتمرات والأعراس الجماعية والجمعيات الخيرية واتركوا الذين يديرونها يتفرغون لتجارتهم حيث إبداعهم ونجاهم في التجارة في مقابل خسارة الرياضية التي يرأسون اتحادها مادامت لاتحقق الهدف من وجودها ..
والحمد لله أن المنتخب السعودي لم يشارك بكل لاعبيه ونجومه وإلا فإنه سيدخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية بمجرد خرروجه من بوابة 22 مايو لأن الأهداف ربما لن تظل في خانة الآحاد كما هي كل مرة وإنما قد تتعداها الى خانة العشرات .. وأخيرا إذا كان من لوم أو عتاب الى المعنيين بأمر الرياضة فاننا لن نجد مانقول لهم سوى قول الرسول عليه الصلاة والسلام (إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فأصنع ما شئت )).