لاشك أن إقامة "خليجي 20" في موعده المحدد بدون تأخير أو تأجيل، وفي اليمن وتحديداً في أبين وعدن ـ شكل تحدياً كبيراً وعملاً غير عادي، ويحمل دلالات عديدة ومعان كثيرة، على المستويين الداخلي والخارجي، وليس رياضياً فحسب وإنما سياسياً واقتصادياً وإعلامياً واجتماعياً، وذلك أن مشاركة اليمن في كأس الخليج في الدورات السابقة جاء في إطار خطوات انضمام اليمن إلى مجلس التعاون لدول الخليج.
واليوم اليمن يحتضن بكل اقتدار "خليجي 20" وتوافد الجماهير الخليجية والعربية إلى عدن والزخم الذي رافق الإعداد لهذا المونديال، يعتبر مؤشراً على أن انضمام اليمن بصورة كاملة لمجلس التعاون أصبح أمراً طبيعياً وواقعياً وضرورياً لليمن ولدول الخليج، ولقد كان في إقامة هذا العرس الرياضي الكبير وهذه الفعالية الكبيرة والخطوة المهمة، دلالات على سهولة اندماج اليمن في هذا التكتل الإقليمي وأن تجاوز ما تعانيه اليمن من مشكلات وأزمات، لا يكون بالابتعاد عن اليمن والتعالي على هذا الوطن، وإنما بالاقتراب منه والتعاون معه، وما هذا النجاح في إقامة "خليجي 20" بهذه الامكانيات والقدرات، إلا دليلاً على أن اليمن قادر بمشيئة الله على النهوض والتعافي وتجاوز الأزمات والمشكلات إذا وجد أن الإخوة في دول الخليج يقفون معه ويخافون عليه كما يخافون على بلدانهم، ويحبون له ما يحبون لأنفسهم، وبالنسبة للقيادة السياسية في اليمن فإن الإصرار على إقامة "خليجي 20" في موعده المحدد وفي عدن وأبين يدل على إمكانية إصلاح الأوضاع وتجاوز المعوقات وحل الأزمات، ذلك أن التحديات التي كانت تقف أمام إقامة "خليجي 20" كانت شديدة، ومع ذلك وفي إطار قرار سياسي وإرادة عليا وعمل متواصل تم تحقيق الحلم والوفاء بالوعد وإنجاز العهد.
وبنفس هذه الإرادة وهذا التوجه نستطيع الخروج من الأزمات والمشكلات والاختلالات الحاصلة في كافة المجالات والأصعدة، ولتكون البداية من "عدن وأبين ولحج" وبقية المحافظات الجنوبية، التي تحتاج إلى الاستمرارية في الاهتمام بها ومعالجة مشكلاتها الحقيقية والمعروفة، وسحب البساط من دعاة الانفصال.
وبالنسبة للجانب الرياضي والمنافسة بين المنتخبات المشاركة في "خليجي 20" ، فإن الفوز لا يعني تحقيق المنتخب اليمني الانتصار والحصول على الكأس، وإن كان هذا أملنا، وإنما الفوز الحقيقي بالنسبة لنا قد حصل من خلال النجاح في إقامة المونديال لأول مرة في بلادنا، في الموعد المحدد وبالإمكانات المطلوبة. المطلوب هو التنافس الشريف واللعب النظيف، والتقارب والتآلف والتعارف بين شباب ورياضي الدول الثمان المشاركة في البطولة، والاستفادة من وجود هذه الأعداد الكبيرة من المشجعين والزائرين لمدينة عدن حتى ينقلوا مشاهداتهم للأوضاع الحقيقية في البلاد، بعيداً عن المبالغات الإعلامية والمكائد السياسية والمؤامرات الدولية.