عيدك مبارك يا وطني.. عيدك سعيد يا وطني.. عيد مجيد يا وطني.. كم هي الأعياد كثيرة في اليمن السعيد.. وكم هي الفرحة قليلة والمسرة يسيرة والبهجة عليلة والبشرى سقيمة.. كثرة الأعياد والمناسبات لا تعني الرفاهية ولا البحث عن إجازات وعطل يتنفس فيها الشعب العاطل من عناء التعب المضني نتيجة لساعات العمل والإنتاج المجهد ولكنها أعياد وطنية ومناسبات دينية يشترك فيها المسلمون جميعاً لما لها من ارتباط بالعبادات والعقائد.. وبالمجمل فإن الأعياد في كل المناسبات ينبغي أن تشكل فرحة وبهجة للجميع حتى تكون أعياداً ذات معنى في حياة الإنسان ينتظرها بفارغ الصبر حتى يسعد ويفرح ولكن ما هو موجود اليوم العكس تماماً حين التغت الحكمة من الأعياد بفعل سلوكيات البشر عندما انتهى مبدأ التكافل الاجتماعي من حياة وسلوك البعض وحل محله مبدأ التوحش وجشع الاستحواذ وأنانية الترف عن الآخرين وسلب حقوقهم ليصبح العيد عيداً للبعض، هذا البعض الذي يعيش وفق مبدأ البكتيريا وهو العيش على حساب الآخر.
وأصبح العيد لدى البعض الآخر عبارة عن هم قادم يتطلب الكثير من الحاجيات والمسؤوليات التي استحوذ عيها الأول الذي يعيش ببذخ الملوك وإسراف الأباطرة ومتعة البكتيريا التي تتكاثر عندما يخلو لها الجو وتهيأ لها البيئة المناسبة..
وتتوالى الأعياد المناسبات وتزيد معها الضغوط والهموم والمتطلبات على الشريحة العظمى من أبناء الوطن وتتحول الأعياد إلى كوابيس عندما لا يستطيع أحدهم توفير بدله العيد للأبناء أو ذبح أضحية اتباعا للسنة المطهرة أو القيام بواجب التغذية في هذه المناسبة التي كان يشبع فيها الجميع من اللحوم على أيام الأجداد وحتى في السنين العجاف والأزمات والمجاعات حيث يبقى عيد الأضحى المناسبة التي لا يمكن أن تمر دون أضحية أو ذبيحة في بيت من البيوت لا فرق في ذلك بين فقير وغني.. أما اليوم فإن الكثيرين ربما زارهم العيد وكانت الذبيحة دجاجة أو كيلو أو اثنين من اللحم يتم شراؤه من الجزار.. ويتوجه الأولاد إلى غسل ملابسهم وترقيع ما تمزق منها خصوصاً وأن القروض لم تسدد من العيد السابق وما تلاه من مدراس ومتطلبات.
عيدك مبارك يا وطني مع مناسبة خليجي 20 والشوارع تقشع وتسفلت وتبلط الأرصفة، ويمكن أن يبلط معها البحر. عيدك مبارك يا وطني والمليارات تنفق على أعمال ومقاولات تصاحبها العجلة التي هي من الشيطان ولكن لا غريب فشياطين الإنس يغلبون بشطارتهم شياطين ومردة الجن، الجيوب تنتفخ والبطون تورم إلى درجة البشم والترهل.. عيدك مبارك يا وطني والعبث يعيش أزهى أيامه ويحتفل بمناسبة خليجي 20 بمليارات الصيانة والترميم والتبليط، لا حباً في المشاريع بل حباً فيما وراءها وفواتيرها، وعيدك مبارك يا وطني وعيدك سعيد وكل عام والجميع يحلمون بكبش العيد والآخرون يضحون بعجل السامري، أضحياتهم عجول من ذهب ودولار وجنية.