أيام قليلة تفصلنا عن "خليجي 20"، ذلك الحدث الرياضي الذي شغل وسائل الإعلام وعرّى عدداً كبيراً من أعداء الوطن سواءً كانوا في الداخل أو الخارج، بعد أن تسابق المراسلون ومقدمو البرامج الرياضية وغيرها هذه الأيام على إبراز قدراتهم التحليلية؛ كل حسب مقياس المشاعر التي يحملها أرباب عمله تجاه اليمن.
ثمة من تتقاطر مشاعره لصيقة بالمفردات العابرة عبر "الميك" لتصل إلى مشاهدي القناة التي يعمل بها كقطرات الندى الصباحية التي تداعب البراعم وتقبِّل أغصان الشجر- فتستطب بها الجذوع النائمة بين أحضان الطين ، وثمة من تزحف مشاعره الحاقدة عبر الألياف الضوئية الممتدة بإمتداد الخبث الذي يحمله أسياده على اليمن ووحدته لتجر خلفها أكوام النفايات التي ليس للذباب ما تقع عليه سواها.
وفي كلا الحالتين يبقى المشاهد العربي هو الحكم أمام تلك الصورة المتناقضة على مرمى من بصره، غير أني على يقين تام بأن ثمة صحوة إدراكية تسللت إلى العقلية العربية فعملت على تعرية المخططات الخارجية التي تهدف إلى زعزعت الأمن القومي " لبعض الدول العربية !!!".
وخلق فوضى داخل هذه الأقطار تمهد لتطبيق مشروع الشرق الشرق الأوسط الجديد وبالتالي فليس هناك خوف من وسائل الإعلام التي ستعمل جاهدة من أجل نقل صورة سيئة عن اليمن وقد برزت بعض معالمها جلية للعيان لكن الخوف الحقيقي يكمن خلف تلك الأصوات المحلية المتسلقة عبر سلم الديمقراطية وحرية الرأي للظهور على شاشات بعض القنوات التلفزيونية - التي تدعي تربعها على عرش الإعلام العربي - لتعلن رفضها المطلق لتواجد الخليجيين على أرض ثغر اليمن الباسم المحتل من قبل أبناء الشمال –حد قولهم- معللين ذلك الرفض بعدم رغبة أبناء الجنوب في إقامة هذه الفعالية على أرضهم ، وقد تناسى هؤلاء أن إخوننا وأهالينا في المحافظات الجنوبية يرددون على الدوام براءتهم من هذه الأفكار والثقافات الهدامة وأنهم أي المشتدقون بالمطالبة بالحقوق المغتصبة لا يمثلون سوى أنفسهم وسادتهم المقيمين بالخارج والذين يمثلون لهم الحبل السري الذي يبقيهم على قيد الحياة.
ذلك البقاء الذي سيكون مصيرة الهلاك كنتاج حتمي للحمل خارج الرحم!!.
غير أن الخوف الذي أعنيه هو تنامي ثقافة التشطير التي باتت تستشري بين أوساط العامة خصوصاً بعد أن ظهر هؤلاء على شاشات التلفزة وبتواتر يضع "شواله" كاملة من علامات الإستفهام!!! في ظل صمت مزري من قبل السلطة ..
عموماً المطالب كثيرة والوطن بحاجة مآسة إليها كيما يظل حاضراً، خصوصاً بعد أن تداعت عليه الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها.
ويبدو أن من أهم هذه المطالب – برأيي- هو الحفاظ على الأمن ، وحين أتحدث عن الأمن في هذه الزاوية.. أدرك تماماً أن البعض سيقول : ما تتحدث عنه هو الشيء الذي لا نقاش حول إنزياحة عن قبضة حكومة صنعاء بدليل الإنفلات الأمني الذي تعيشه محافظة صعدة وبعض مديريات محافظة عمران وكذلك شبوة والضالع وبعض المحافظات الجنوبية، غير أني أؤوكد على أن ما أقصده هنا هو المحافظة على الأمن - وبقبضة حديدية - في المحافظتين اللتين ستشهدان أهم حدث رياضي في المنطقة والمتمثل بتنظيم "خليجي 20" والذي يضع مستقبل اليمن على كف عفريت ما لم تستدرك أجهزتنا الأمنية ذلك الخطر المتمترس خلف أدنى اختراق أمني والذي قد يعطي المغرضين المبرر للانسحاب من الدورة الخليجية وإعلان اليمن منطقة ملغومة.. الأمر الذي يزيد من ضراوة الفصائل التخريبية فيبرر للأجنبي التواجد على أرضنا واستباحتها كما فعل بالعراق وأفغانستان..
ما أود الإشارة إليه هو أن "خليجي 20" يمثل خارطة طريق لمستقبل اليمن ووحدته بحيث يمثل النجاح الأمني والتنظيمي صفعة شديدة في وجه من يحاولون تقسيم الوطن وليّ ذراع قيادته السياسية التي لا أظنها غافلة عن ذلك ، بعكس الفشل الذي قد تكون عواقبه وخيمة وقد تأتي على ما تبقى من بصيص الأمل.
لذلك وبالرغم من أني رياضي حتى النخاع غير أنه لا يعنيني أن يقوم مدافعو المنتخب الوطني بحماية مرماهم من ولوج هدف قد يتسبب بخروجهم المبكر من دورة الخليج، بقدر ما يعنيني قيام الأمن السياسي والأمن القومي والأمن المركزي وباقي الأجهزة الأمنية المكلفة بحماية "خليجي20" بالتصدي لأي محاولة هجومية تستهدف سمعة اليمن وتضر بمستقبله المحفوف بالمخاطر ، كما لا تهمني أيضاً تمريرة ساحرة من قدم "المايسترو" أكرم الورافي لزميله القناص ـ علي النونو ـ الذي يتفنن في إيداعها شباك المنتخب السعودي الذي طالما أبكانا في لقائاته الكروية مع منتخبنا الوطني، بقدر ما تهمني المعلومة الاستخبارية الدقيقة التي يقدمها الأمن القومي أو شقيقه السياسي لسرايا الأمن المركزي لإجهاض عملية إرهابية قبيل ولادتها ..
أتمنى من الله أن لا يصيب وطننا الحبيب أي مكروه وأن يوفق أجهزتنا الأمنية "المتعددة"!! لرفع رؤوسنا عالياً أمام العالم، وأن يجعل النجاح التنظيمي حليف دورة "خليجي 20" ، وأن يحمي ويحرس وحدة اليمن، وكل عام وأنتم والوطن بخير.
Almonef86yahoo.com