;
نبيل مصطفى الدفعي
نبيل مصطفى الدفعي

لنحي الروح الوطنية من جديد!! 1453

2010-11-06 02:36:12

لوحظ بأن العديد من الظواهر السلبية قد ازدادت في مجتمعنا اليمني والتي ربما تكون بسبب ضعف الشعور بالروح الوطنية، هذا إلى جانب عدد من المواقف المتناقضة والمتباينة والمحزنة التي تحدث في مجتمعنا.

shape3

ولكن هناك سؤال يطرح نفسه وهو ما القاسم المشترك بين كل المواقف المتناقضة والمتباينة والمحزنة ؟

أغلب البيوت اليمنية تتمتع بقدر معقول من النظافة بينما تعاني شوارعهم من القذارة رغم الجهود التي تبدلها الحكومة، معروف أن المواطن اليمني لا يفرط في حقه مطلقاً، عند البيع أو الشراء أو التعامل حتى مع أقرب أقاربه ولو على أبسط الأمور ولكنه يتنازل تماماً عن حقه في اختيار من يمثله في الانتخابات البرلمانية.

المواطن اليمني يتمتع بحس عال لإحقاق الحق ومنع الظلم وإقرار الأمن للضعيف ويكفي أن تنظر إلى مجموعة من اليمنيين بعد حادث تصادم أو إشكال من أي نوع، وتسابقهم لإظهار الحق واضحاً بين المعتدي والمعتدى عليه، دون أي خوف إلا من ضميرهم الداخلي، ولكن هذا لا ينطبق على الخمسة والسنة ويصوم ويتصدق قدر طاقته ويحج إذا أمكن خاشعاً ثم يطلي أبناؤه بعلمه اللوحة المعدنية الخلفية لسيارتهم بلون مخالف من أجل تمويه الرقم وكسر الإشارة باطمئنان.

المواطن اليمني كان أكثر مواطني شعوب الأرض التصاقاً بأرضه وعزوفه عن الهجرة منها، ولكن اسأل اليوم أقرب شاب مراهق منك ما يخططه للمستقبل.. سيرد ببساطة أريد أن أهاجر حتى إلى خلف الصين! المواطن اليمني منذ القدم اشتهر بالإيمان والحكمة والاعتدال في التدين وعدم التطرف والوسطية ولكن مؤخراً استسلم الشباب اليمني للغلو في التدين حتى تمادوا في التطرف ، وأخيراً السؤال الذي مللنا من تكراره هو لماذا يتألق اليمنيون المتميزون في خارج وطننا وينطفئ ألقهم في داخله؟

لنجيب على كل هذه الأسئلة نقول إن التفسير المنطقي الوحيد الذي يفسر التناقضات المضحكة المبكية الواردة أعلاه ومئات غيرها نراها في بيوتنا وشوارعنا ومدارسنا ومصالحنا ومصانعنا ـ هي ضعف الروح الوطنية بين اليمنيين، تلك الروح التي كانت السد المنيع الذي يقينا أفراداً ومجتمعات من هذه الآفات، هذه البكتيريا الموجودة في الهواء الذي نتنفسه وتتنفسه جميع الشعوب.. ولكنه لا يصيب إلا الشعوب فاقدي المناعة والمناعة هنا هي العاطفة التي توحد الأفراد حول رمز واحد هو الوطن، هذه العاطفة التي نسميها حب الوطن أو الوطنية وهي في حالتنا الوطنية اليمنية قد أصابها ضعف شديد أو قل مرض عضال، لست هنا بصدد توضيح متى حدث هذا الضعف أو من تسبب في هذا المرض، فهذا باب شيطاني لا نريد أن نفتحه في موضوعنا هذا، من المؤكد أننا مختلفون في إجابتنا على هذه الأسئلة ولكن اسمحوا لي الآن فقط بالتركيز على ما نتفق عليه جميعاً وهو أننا لم نعد ذاك المجتمع المتماسك والمتحاب والمتجانس من باب الشرف والفضيلة، رغم مظاهر التدين والورع المبالغ فيها حولنا ولم يعد يجمعنا ذلك الشعور بأننا إخوة من أم واحدة اسمها اليمن نحبها ونخشى عليها ويجمعنا بيت واحد ويهمنا حاله جميعاً ونتفانى في تدعيمه وتجميله وصيانته لنسلمه لأولادنا في حال أفضل مما استلمناه من آبائنا.

بدلاً من هذه الصورة المثالية وليست بالخيالية حيث تتواجد بنسب متفاوتة في مجتمعات سعيدة كثيرة في عالم اليوم، فالموجودة حالياً بصراحة هو مجموعات من اليمنيين يسكنون هذه الأرض سوياً تجمعهم روابط متعددة أقواها القرابة المباشرة، تليها رابطة المنطقة ثم الانتماء الواحد سواءً الانتماء الديني أو العملي أو المدرسي، ثم تجمعهم روابط المصلحة المشتركة وتأتي حالياً وبكل أسف رابطة المواطنة في ذيل القائمة.

الضعف الشديد في الروح الوطنية اليمنية المشوب باليأس من تحسن أوضاع الوطن عند غالبية الشعب اليمني وبصفة خاصة عند الشباب ـ علاج يتم بإذكاء الدفء في الحالة العاطفية تجاه وطننا وباللغة السياسية إحياء الروح الوطنية اليمنية، فهي الملاذ الوحيد في عالم اليوم المتلاطم الأمواج وهي السبيل الوحيد لحشد أكبر قدر من طاقة الشعب اليمني على مختلف مشاربهم، يضمهم شعور جارف بحب الوطن والخوف عليه.

أخيراً إذا كان ما أسلفته من نقاط هي بالفعل نقاط اتفاق عام بين اليمنيين الوطنيين، أفلا يكون واجبنا اليوم وأياً كان عملنا أو موقعنا أن نهب لوضع برامج عمل جادة وفعالة هدفها الأول إحياء الروح الوطنية لدى اليمنيين ونبدأ في تحويل "اليمن أولاً" من شعار إلى برنامج عمل لإحياء الوطنية اليمنية من جديد.. والله من وراء القصد.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد