من دون شك إن إقرار قانون حمل وحيازة السلاح من قبل السادة النواب ستكون خطوة فاعلة وإيجابية تحسب لهم فالمسوؤلية الملقاة على عاقتهم كبيرة وليست بالهينة فالبلد يمر بظرف عصيب والسفينة تتلاطمها الأعاصير وأعداء الأمة تتربص به الدوائر الأمر الذي يستدعي توحيد الصفوف وتظافر الجهود للخروج من المحنة بأقل الخسائر الممكنة فنحن ننتمي إلى الأمة الإسلامية بأقوالنا أما أفعالنا فيعجب منها الكفار ونحن من وصفنا الرسول الكريم بذوي القلوب الرحيمة والأفئدة اللينة أصحاب الأيادي البيضاء أبناء الحكمة والأيمان وبعض الصحابة الكرام ترى ما دهانا؟ أهو ضعف الأيمان أم وسيلة الموت التي يتاجر بها عياناً جهاراً وعلى مرأى ومسمع.
فالسلاح بلاء خطير وشر مستطير لم ولن يجلب لحامله إلا الويل والحسرة ومن ظن غير ذلك فهو واهم لا محالة ولينظر كل منا لما حوله بنظره فاحصة وليتأمل ملياً في الآثار المترتبة على حمله وما آل إليه حال الكثير من الأسر التي تجرعت ـ اويلات وسكبت دموع الندامة أنهاراً فكم من أطفال يتمت وأمهات ثكلت وزوجات رملت وكم من نفوس أزهقت ودماء أهدرت لأسباب واهية ولخلافات على حطام الدنيا الفانية من أموال أو مناصب أو جاه ودور ثم نتركها خلفنا أوزاراً إذن لا نحتاج أكثر من قطعة قماش بيضاء نتركها ونمضي كما مضى من سبقنا غير أننا لا نعتبر ولا نعي الدرس.
فكم من خلافات بسيطة ما كانت لتصل إلى قتل النفس المحرمة لولا اقتناء هذه الأسر لوسيلة الموت التي ظنوها مصدراً للأمان وأن حملها نوع من الوجاهة والهيبة الوقار فإذا بها تجني العلقم فما من خلاف بين اثنين إلا وكان الشيطان فيها سيداً للموقف مادامت أداة الشر على كتفه ومامن خلاف عائلي تافه إلا وخلف مصائب جمة فهذا مقتول وذاك مسجون والبقية في ذهول وما من خلاف قبلي إلا وتجرع مرارته عدداً لا يعد ولا يحصى من أفراد هذه القبيلة تلك فالمصيبة أعظم والطامة أكبر والخسائر أفدح ولحظة غضب أو طيش تحصد الأخضر واليابس دون تفريق بين ظالم أو مظلوم بل وحتى الظالم ما كان ليكون كذلك لو كان قد اجتنب الهنجمة أو الاحتراب والتباهي بالسلاح مادام يدرك أن هناك شيطان يجتهد ليل نهار للتحريش بين العباد وإذكاء الفتن واشعال نيران الحرقة والفرقة بينهم إذن فالضريبة باهضة ومن قتل نفساً فكانما قتل الناس جميعاً، وبسبب ذلك حرم الطمأنينة وراحة البال وأودت النفس بالخطيئة وما يتجرعه وأفراد عائلته وقبيلته لقاء فعلته النكراء وإدخال كل من له صلة به في دوامة الثأر التي تبدأ من مستصغر الشرر ويكفي أن نذكر الأخوة القراء بتلك الجلسة الساخنة للسادة النواب وما تضمنته من توصيات إثر إرتفاع معدلات الجريمة التي ذهب ويذهب ضحيتها أبناء الوطن الواحد والعقيدة الواحدة من مدنيين وآمنيين فالأسباب تتعدد والمبررات تختلف والحجج تتنوع وتبقى أداة الموت واحدة فما رأي نوابنا الكرام وهل سنجد التفاعل وإقرار القانون حفظاً للبلاد والعباد سيما وأنكم قطعتهم على أنفسكم عهداً بتحمل المسؤولية تجاه وطنكم وشعبكم وأقسمتم على ذلك.