لا تخلو مدينة أو ريف أو حارة أو جامعة أو مدرسة من الشباب المراهقين والعصابات والشلل الفاسدة التي تعاني من الفراغ وقلة الحيلة وتزايد البطالة فتجد الواحد منهم يتفاخر عندما يُطلق عليه لقب ومنهم من يظهر نفسه بتجاعيد الشعر الطويل أو بالألفاظ البذيئة أو على ملابسهم بالموظفات الجديدة وهو بهذه الأعمال يرى بأنه يلفت الأنظار إليه وباعتقاده أنه صاحب قوة وبطش باعتداءه على الناس سواء باليد أو الشتم.. ومنهم من يمارس أعمال العنترة والعنجهية في وسط الحارة أو في مدرسته على زملائه ومعلميه.
وهذه حالات كثيرة نراها بشكل دائم في المجتمع.. فربما أن بعضاً منهم يشعر بالنقص في نفسه ويلجأ إلى هذه الزعامات الموهومة التي تجعله في نظره أكبر من غيره.
فعندما يكون في الشارع تسمع صوته من مسافات بعيدة وكأنه وسط معركة، ومنهم من يفتح صدره ويلبس سلساً على يده، أو صدره أمام زملائه مما يميزه في نوع القوة، ناهيك عمن يجلسون في أماكن محددة ومناسبة يؤذون عباد الله من الفتيات ولا يخفى على أحد أن أسباب هذه الظاهرة التي أصبحت حكاية زمنية لا تغيب، مع أن هذه النواة والتي تعد الأساس في المجتمع ليست مبنية على ثقافة الوازع الديني ثم البطالة والفراغ التي أصبح الشباب بعدها يسلك الطريق الغير صحيح، ومنها عدم الاهتمام وإيجاد فرص عمل وعدم التوازن بالحقوق والواجبات في المجتمع.. والحصول على قوته وأدنى متطلبات العيش الكريم.. الثقافة السلبية لا تنمو إلا في ظل غياب الوعي والانتباه الذي يسوده عدم اللامبالاة والعدالة الاجتماعية مما تجعل الشاب نفسيته تفيض تجاه الآخرين والمنحرفين والمخربين الذين يستغلون الضعف والوقت المناسب للعقول.
ولن تزال هذه الثقافة إلا بمنظومة متكاملة يشترك فيها الآباء والمدرسة والحكومة ورجال الأعمال والإعلام ومؤسسات المجتمع المدني، وكما نرى أن هناك فرق شاسع بين الشاب العربي والغربي بما يلاقيه الشاب الغربي من تركيز واهتمام ومتابعة من بلده ومن رؤوس الأموال.. ونحن نجد الشباب العربي غالبيتهم في السجون والتهريب وخارج التغطية.. فكم نجد رجال الأعمال في بلادنا فلا نرى منهم أي ورشة عمل مؤهلة لهؤلاء الشباب. وفي الأخير.. أوجه تحياتي إلى كل شاب وأنصحه إن وجدت المآسي والنسيان لهم فعليهم بالتفكير المناسب الذي يخدمهم في الدنيا والآخرة والتوجه الصحيح السليم ولا ننسى رسالة الجامع حتى لا نظلم أنفسنا.. ونظلم وطننا.