في منتصف الأسبوع الماضي تعرض "30" عاملاً من فئة الحمّالين بمصنع الوحدة للأسمنت بـ"باتيس" للطرد الجماعي ومن دون استثناء، الأمر الذي أثار موجة من الاستياء بين صفوفهم سيما وأنهم قد أمضوا في هذا المصنع عدة أشهر وصار جزئية مهمة في حياتهم وقد اعتادوا عليه واستأنسوا بالدوام فيه وبذلوا قصارى جهدهم فيه فكانت النتيجة أن نالوا جزاء "سنمار" بعد أن تم الاستغناء الجماعي عنهم وتم استبدالهم الفوري وخلال 24 ساعة إن لم تكن أقل ثم أتي جدد دون مراعاة لأي اعتبارات وهو أمر من شأنه أن يتسبب في إثارة الفتنه لاسمح الله.
ومن المؤكد أن الضربة كانت قاصمة واللطمة مؤلمة والدرس قاس جداً فأين ثمن الإخلاص والوفاء والطاعة والولاء ثم ما بال حلمهم الجميل قد تبدل ومنذ متى كانت المطالبة بنسبة زيادة في المستحقات أو على الأقل إعادتها لما كانت عليه في السابق جريمة لا تغتفر وها هم اليوم يندبون حظهم العاثر خارج أسوار المصنع الذي عرفوه مصدراً للأمان والحصانة والاطمئنان ولو علموا أن مطلباً كهذا سيكون سبباً في الاستغناء ما تجرأوا على تقديمه ولا كتفوا ولو حتى بفتات زهيد مادام بشكل منتظم فقليل دائم خير من كثير منقطع.
وعلى كل حال فنحن لا نعلم في أي درجة تم تصنيفهم في الثالثة أم الرابعة أو حتى العاشرة فهو أمر متروك لذوي الشأن لكن الجميع يتفق على أنهم الفئة المستضعفة والتي لا حول لها ولا قوة والتي تسعى للحصول على رزقها من عرق جبينها وبما يرضي ربها فراحت تكد وتكدح لإطعام جياع وكسوة عراة بالحلال وهو أمر يستحق التقدير والثناء وإعادة النظر بشأن الاستغناء وترتيبهم في نوبات مع زملائهم الجدد حتى لا تكسر خواطرهم.
وفي الأخير نوجه دعوتنا للإخوة القائمين على هذا المنجز الطيب والمكسب الاقتصادي الكبير وبالأخص رئيس مجلس الإدارة الشيخ/ علي العيسائي وكذا عضو مجلس الإدارة المدير التنفيذي الشيخ/ محمد علي العيسائي ـ للرفق بعمالهم وتعزيز الثقة في نفوسهم بتشجيعهم، الأمر الذي سيحقق النتائج الايجابية التي تعود بالفائدة على الجميع وإنذارهم في حال تجاوزهم فالعفو عند المقدرة من شيم الكرام آملين أن تجد دعوتنا هذه الأذان الصاغية والقلوب الرحيمة والأيدي الحانية التي تدرك أن ما بين يديها هو مال الله إنما اسُتودعت إياه لكي يبارك الله لها في رزقها وصحتها ببركة البيوت والأفواه التي أطعمتها فالرفق ما كان في شيء إلاّ زانه وما نزع من شيء إلى شانه.. والله ولي التوفيق والسداد.