;
صلاح محمد العمودي
صلاح محمد العمودي

قناة عدن أرادها الرئيس فضائية ... فضائية 2223

2010-10-30 02:12:01

 

 عندما أصدر فخامة رئيس الجمهورية قراره بضم قناة عدن ضمن الباقة الفضائية اليمنية كان يريد لها أن تنفض عن كاهلها غبار الأرض وأن تسمو في الفضاء بل هي دعوة صريحة إلى تأهيلها وتطويرها ورد اعتبارها لتواكب عصر الإعلام الجديد وتواصل تأدية رسالتها على طريق تألقها وإبداعها الذي عُرفت به منذ إنشائها في ستينيات القرن الماضي إدراكاً منه بريادتها على مستوى الجزيرة والخليج.. في تلك الليلة الرئاسية كما وصفها موظفو القناة تبادلوا العناق والتهاني وغاصوا في جو عارم من البهجة والسرور لم تسعهم الدنيا بأكملها في تلك الليلة الرئاسية ,لم يكونوا وحدهم في ساحات المرح والفرح والحفل والاحتفال وإنما هناك الكثيرون من عشاقها وأهلها ومشاهديها ومعاصريها أسعدهم الخبر فقدموا الشكر لفخامة الرئيس على تلك اللفتة الكريمة التي لم تعد تعنيهم شيئاً تأخرها بعد أن أصبحوا في قلب حدث الليلة الرئاسية الكل اعترف أن المناسبة أكبر بكثير مما هم فيه من سعادة غامرة ولهذا حتى عندما شعروا أنهم بالغوا في التعبير عن مشاعرهم كان لديهم المبرر المثالي قالوه بعفوية تصرفاتهم إن أمام هكذا حدث تتقزم المبالغة ..

 لم يكن يوما عادياً ولا ليلة عادية ولا خبراً عادياً تناقلوه بلمح البصر تسبقه عبارات التهاني والأماني الطيبة والأحوال والآمال السعيدة القادمة.. ظلت هذه المشاعر بكل أطيافها وألوانها وتعددها كل حسب طريقته وطبيعته ومزاجه الشخصي تتسيد مجالسهم وأوقات عملهم وراحتهم ليالي وأيام, لم يعد يشغلهم شيء سوى الحديث عن كيف يتوجون كل هذه الأجواء الاحتفالية بردود أفعال عملية تضعهم في مستوى استحقاقهم لهذا الحدث , حالات من الفرح عبرت بعمق عن فك ارتباطهم بالآم وأوضاع واقع قناتهم الذي أضاع حتى وقت قريب جهودهم في الشكوى والتذمر , تناسوا وتجاهلوا كل شيء وتفرغوا للاستعداد والتهيئة لاستقبال الحدث بواقع جديد وأفكار جديدة وبمظهر عام جديد طال كل شي, إلا إنهم عندما بدأوا عملياً في التفكير والتدبير بحثاً عن أساليب حديثة مبتكرة تبدأ من حيث انتهى الآخرون تواكب عصرهم الفضائي الجديد اصطدموا بواقع عهدهم القديم بإمكانياته الشحيحة الذي لم يطرأ عليه أي تغيير ,ولمعرفتهم كيف هي أوضاع قنوات الفضاء ومتطلباتها تجهيزاً وتحديثاً كانوا يرون أن انتقال قناتهم إلى الفضاء سينقلهم لا محالة إلى وضع طالما انتظروه ومعه ستتحسن أحوال قناتهم وأحوالهم, فكان من الطبيعي أن تأخذهم أحلام واقع التغيير إلى المبنى الجديد أو تأهيل مبناها الحالي والى الأجهزة الحديثة ومتطلباتها الفنية الأخرى واجتماع مجلس الوزراء وهو يقر ميزانيتهم الجديدة والقيادة المؤهلة والمجربة التي تعطي جل اهتمامها في تطوير القناة وموظفيها لكن انتظارهم طال أكثر مما يجب ولم يتحقق أي شيء ففاقوا من أحلامهم على واقع قد تدهور وحال قد ساء فتأسفوا على عهدهم القديم المر بعد أن وقعوا في الأمر فخيمت عليهم من جديد أجواء التذمر واليأس بشكل أقسى , تتسيده حالات الشكوى من تردي أوضاعهم دون جدوى , تظلموا عن ضياع استحقاقهم المالي من المساهمات البرنامجية لشهر يونيو 2007 والبرامج الخاصة التي تلتها لم يستلموها حتى الآن وحقوق أخرى لا يدرون سبب اختفائها وأخرى قلصت دون سند شرعي فجاءهم الرد سريعا بفتح باب ضياع الحقوق على مصراعيه, لتنفلت الأوضاع وتزداد سوءاً على أكثر من صعيد وتبرز معها ظاهرة التكتلات الشللية لتسيطر على المال لا الأعمال وتقضي على كل الأعراف والتقاليد والنظم المتبعة , ويسود واقع جديد مهامه الإبداعية عبارة عن فاتورة مصروف ما قبل الغذاء والغداء والقات وما بعد القات يعكف على متابعة انجازها خلال ساعات الدوام ليتقاضاها آخر النهار ,أوضاع غاية في السوء لم تعهدها القناة خلال عمرها المهني منذ إنشائها في ستينات القرن الماضي , ومع اتساع نطاق إحساسهم باستحالة انتمائهم لواقع يختلف تماما مع قناعاتهم وثقافتهم وطبيعة حياتهم كانت دائرة استهدافهم تتسع أكثر , حينها قرروا على الأقل استيعاب مايجري فوجدوا أن حال قناتهم أصبح يلبي فقط طموحات من أراد لها التدهور والتهميش , وميزانيتها يتم التلاعب بها وصرفها تحت مسميات وهمية وأجهزتها تالفة ومتهالكة تعاني من أمراض الشيخوخة والإهمال , استوديوهاتها في حالة عشوائية سيئة ليس فيها حتى كرسي واحد صالح للاستخدام الآدمي ,وما فضيحة الكرسي الذي كاد وعلى الهواء أن يطيح بإحدى المذيعات أرضا ببعيد فكانت القشة التي قصمت ظهر محاولات التستر على تردي الأوضاع فتحولت تدريجيا إلى مخازن تتكدس فيها المعدات التالفة وما أكثرها مما أغرت الفئران والحشرات الطائرة وغيرها بالعيش فيها بأمان بعد أن هجرها الضيوف إلا فيما نذر فيخرجون متأففين من أوضاعها ,وأرشيفها الغني بوثائقه التاريخية والأدبية والثقافية والفنية الذي يعد مرجعية في دعم برامجها أصبح أثراً بعد عين , أما كادرها المؤهل فقد تم تصفيته بحجة التقاعد ومن نجا منهم طالته يد التهميش والتطفيش فبينما ترفض مقترحات أعمالهم البرامجية تفرض عليهم تقديم برامج هزيلة من نوعية كيف تقشر البصل من غير دموع ومتى يفضل شرب عصير الثوم وغيرها من التفاهات بعد عمر طويل من العطاءات القيمة , فخلا الجو لأصحاب مصطلح هب له من الدش يتم دعمهم بسخاء مالي ومعنوي وتهيأ لهم كل الفرص والأجواء ليس إمعانا ليس في الإساءة للقناة ومبدعيها فقط وإنما الإفلاس الذي يتطابق مع نظيره في القول والفعل , أما المشاهد فقد شعر أن العملية الإبداعية قد انهارت فكان البديل هزيلا ضعيفا لا يقوى على الوصول إليه , ولهذا فمن الطبيعي أن يكون حال القناة بائسا بهذا الشكل لا طالت أرضاً ولا فضاء فأصبحت مشفرة, وكان الله في عون الجيل الحالي والقادم الموهوب والمبدع لن يجد مع الأسف مناخاً مناسباً يلبي تطلعاته الإبداعية وينمي مهاراته المهنية ويصقل إمكانياته الحرفية . وفي الختام نتمنى أن تصل كلماتنا هذه إلى معالي وزير الإعلام ـ حسن أللوزي بشكل مباشر أو عبر مدير مكتبه أو أحد رجاله الخيريين وهم كثر حتى يتحقق مما نقول وبالطريقة التي يراها مناسبة لتحظى القناة بشرف زيارته لها قريبا لمشاغل أكثر أهمية أو أن يشكل لجنة لتقصي حقيقة أوضاع القناة لتنظر إلى واقع حالها هل يتواءم مع حدث الليلة الرئاسية والقرار الرئاسي .

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد