;
يوسف الحاضري
يوسف الحاضري

متى سنتعلم نحن العرب 1691

2010-10-28 02:19:37

(( لن يكون غريبا أو مستغربا أو مفاجئا أن يكون انحياز أمريكا ومجلس الأمن وكل المنظمات العالمية والتي تدعي زورا وبهتانا وصايتها على آدم وذريته وأرضه انحيازاً تاما وواضحا وجليا إلى كيان صهيوني زرعوه بأيديهم في أرض عربية بل في قلب الأرض العربية فأصبح تواجده فيها شيء مقدس لا يمكن من قريب أو بعيد المساس به على الإطلاق فتواجد هذا الكيان في هذه البقعة العربية المقدسة له غرضان ظاهرياً وباطنياً فظاهره الادعاء بوجود الحق الآلهي بتواجد مثل هذه الشرذمة اليهودية في هذه الأرض المباركة وتكوين دولة كيان لهم تحمل الطابع العنصري اليهودي البحت على أمل الامتداد شرقا وغربا شمالا وجنوبا فبقعة الأرض المحتلة حاليا من قبلهم ليست سوى بذرة أرضية للتوسع والانطلاقات القادمة تبدأ من أرض الفرات وتنتهي بحدود النيل وما خفي كان أعظم فهم يعلمون بأن الذي يترك أرض مقدسة (في إشارة للعرب ) سيترك بقية الأرض وكل شيء ضمن أجندة وخطط مدروسة ومنسقة ومنظمة ونحن العرب في سبات عميق والغرض الخفي هو غرض متفق عليه من قبل كل الدول العظمى من أمريكا ومروراً بروسيا ودول أوروبا وذلك باستمرار منطقة مثل الشرق الأوسط في حالة هيجان وغليان وحروب دائمة لأنها منطقة غنية بالثروات فلزاما عليها أن تكون سوقا خصبا مزدهرا لأسلحتهم على طول السنين فلو لم تكن إسرائيل موجودة أصلاً في هذه البقعة فلمن ستصنع الأسلحة أساسا ومن سيشتريها بمليارات الدولارات أكيد ليس هناك مهتمون بالصناعات الحربية غير العرب فهذا أهم غرض وهدف لتواجد واستمرار هذا الكيان اليهودي البغيض , فبرغم أن الآمال والعقول العربية دائما تمني نفسها كل مرة تقوم إسرائيل بمذابح جماعية أو انتهاكات دولية أو غير ذلك تمني نفسها أن يتم إدانة إسرائيل إدانة قوية وأن تكون أمريكا إحدى الدول التي تدين هذه القرصنة والعنجهية الإسرائيلية إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها وكما عودتنا منذ أكثر من "60" عاماً لا تفكر ذات لحظة أن تؤدب ابنها الإسرائيلي حتى ولو بالكلام , ستون عاما لم يكن كافيا لنا كعرب أن نتعلم أن أمريكا لن تنزاح أبدا إلى جانبنا حتى وإن كان الحق دائما إلى جانبنا فالولايات المتحدة الأمريكية هي إسرائيل ولكن بصورة مصغرة وإسرائيل هي أمريكا وبصورة مكبرة , ستون عاما لم يكن قادرا على تعليمنا جميعا بأن أمريكا لن تتخلى عن إسرائيل مهما كان الثمن ولن تنصرنا مهما طال انتظارنا أمام بوابة البيت الأبيض حتى لو نصبنا خيامنا أمامها بعد أن تخلينا عن نصرة الله فتلاشى نصر الله علينا, ستون عاما لم يفهمنا بأن حق الفيتو الأمريكي تم وضعه لتحويل مجلس الأمن الدولي إلى أمن إسرائيلي ليصبح المسمى الجديد ((مجلس الأمن الإسرائيلي )) حيث نشاهد أمريكا دائمة الإدانة لحركات وجماعات صغيرة كحماس وحزب الله والسودان وغيرهما تمتلك من الأسلحة ما لا يمكنه أن يحمي نفسه لفترات طويلة كالسلاح الأبيض والأسلحة الخفيفة قديمة الصنع في حين أنها دائما تبارك كل هيمنة وهجمة وقرصنة صهيونية إسرائيلية تمتلك كل أنواع الأسلحة الثقيلة والنووية والكيماوية حتى وإن استخدمتها حديثا في أراضي غزة الجريحة العربية الإسلامية , ستون عاما تثبت أمريكا حامية العالم ( حسب ما تروج له دائما ) بأنها هي فقط حامية لإسرائيل وأمن إسرائيل وخروقات إسرائيل وهي دائما تؤيد كل خروقات إسرائيل الإنسانية من تحت الطاولة وتصرح بضبط النفس من فوقها وتستخدم حق الفيتو أمام العالم ونحن تشرئب أعناقنا منتظرين ردة فعل أمريكا هذه المرة وكل مرة عل وعسى أمريكا تخطأ ذات مرة وتؤيد الحق ولكن لم ولن يحدث شيء من هذا , كم نريد أكثر من ستين عاما لنتعلم أن حقنا وحقوقنا وهيبتنا لن تأتي من واشنطن وساساتها على الإطلاق وإنما تأتي من جامعتنا العربية التي تجمعنا دائما وأبدا وذلك من خلال إعادة ضخ الأكسجين في قلبها لإعادة إحيائها لكي تكون فاعلة وتتخذ قرارات مناسبة في كل مرة تتعنت فيها إسرائيل حتى وإن كانت هذه الجامعة من صنع بريطانيا وحلفائها في تلك الأيام لتدعم وتثبت على الأرض تمزيق الدولة الإسلامية إلى دويلات عربية ( ليس هذا مجالا لطرحة الآن), ألم يئن الوقت لنجعل من مجلس الأمن الدولي الأمريكي الإسرائيلي كحال الجامعة العربية في هذا الوقت والعكس بالنسبة لجامعتنا العربية على الأقل فيما يخصنا ويخص مشاكلنا وهمومنا , فالواضح أن الولايات المتحدة الأمريكية تجعل من الثعلب إسرائيل أسدا وهذا ما وضحت حقيقته من خلال حرب غزة وقافلة الحرية لأنها تعرف أن والدتها أمريكا لن تؤنبها بل ستبارك لها وترسل لها الهدايا بالمليارات الدولارات ونحن نشجب ونستنكر ونبكي ونتباكى ونمزق الجيوب والثياب كالنساء الثكالى عندما يبكين أزواجهن الموتى , متى سيكون لنا كلمة قوية متى ستعمل الدول الغربية وعلى رأسها إسرائيل ألف حساب وحساب عندما تعلن الدول العربية إعدادها لاجتماع في الجامعة العربية وتترقب قراراته لأنها تعلم حاليا أن أي قرار يصدر من الجامعة العربية لن يكون أكثر وأقوى وأخوف مما سيصدر من مجلس الأمن الدولي ولن يكون أغلى من سعر ورقة وقطرات حبر كتبت هذا القرار وملف يحويه ودرج يؤرشفه, لماذا لا يتم التعامل مع مصدر الإرهاب الإسرائيلي والمصدر معروف من الجميع هو البيت البيض والكونغرس وكم كنا أغبياء وكم تورمت أيدينا من التصفيق وتألمت أقدامنا من الوقوف ونظفنا آذاننا وكتبنا ومدحنا لخطاب (أوباما) الموجه للأمة العربية والإسلامية وكم فرحنا فرح الأطفال لحصولهم على ألعاب عندما كان يقول سوف أعمل وسوف أغير وسوف.....إلخ ونحن أمة محمد صلى الله علية وسلم نصفق ونتفاءل خير وكيف نتفاءل خير ونحن أذلة على المشركين أعزة على بعضنا البعض , هل نستطيع أن نتقدم خطوات وخطوات في اتجاه تحسين وتقوية قراراتنا وتنفيذها وترعيب إسرائيل على الأقل للوصول إلى توازن في الرعب والترهيب في المنطقة أم أننا نحتاج إلى ستين عاما آخر لنتعلم أشياء منها من أن مجلس الأمن الدولي تغير مسماه إلى مجلس أمن إسرائيلي - متى سنتعلم كل هذا؟؟؟ )) .

yalhadree@yahoo.com 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد