مقال اليوم هو رسالة من قارئة رمزت إلى أسمها "ع.ص" وكان الموضوع "عن الأسرة والتربية"، فهي تقول:
إن موضوع التربية بكافة أشكالها الوجدانية والمعنوية والظاهرية وغيرها والتي تسعى الأسر من أجل تربية أبنائها التربية النموذجية وهذا قد أخذ كل وقت الأسرة ولكن منهم من استطاع أن ينشئ أبناءه عليها ومن لم يستطيع ذلك فلينظر إلى البيئة التي يعيش فيها الفرد في كافة نواحيها لمعرفة الدور الكبير في عملية التنشئة الأسرية فإذا نظرنا إلى الناحية الاجتماعية سنجد الأسر الغنية التي تستطيع أن توفر لأبنائها كافة متطلبات الحياة بل لنقل يوفرون لهم حياة جميلة وهذا الأمر يساعد الطفل على التنشئة السليمة والصحيحة.
أما في الأسر الفقيرة مادياً فنلاحظ إهمال الجانب العاطفي بين أبناء الأسرة بشكل كبير قد يكون سببه الأول هو البيئة والمجتمع من حولهم وما يحمله من أفكار وتقاليد في عملية التنشئة والتي ورثوها من آبائهم وبدورهم حملوها لأبنائهم.
ونلاحظ أن الجانب المادي يلعب دوراً مهماً في تفكك العديد من الأسر إذ تلجأ الأسر الفقيرة دائماً إلى إبعاد أولادها عن المدارس وإخراجهم إلى سوق العمل من أجل مساعدة رب الأسرة في توفير لقمة العيش، وهنا نرى أن جهد الأسرة كله ينصب في توفير لقمة العيش وبالتالي لا يتم تنشئتهم على غير ذلك، وبالتالي كم من أسر لا تجد بينها إلا العداء والشحناء والعقوق وغيرها لغياب التربية بكافة أنواعها.
ومن وجهة نظري أن أفراداً توجهوا إلى الجماعات المتطرفة لأنهم وجدوا ما غاب لديهم في أسرهم ومجتمعهم ورفاقهم الذين هم أصلاً في شاكلتهم من الذين ظلمتهم البيئة والظروف المعيشية.
ولكن مع هذا كله نجد أسراً رغم فقرها إلا أنها نجحت في احتوائها لأبنائها ورعتهم عاطفياً بما قدر الله لها.
كانت تلك رسالة القارئة وفي الحقيقة كانت الرسالة هادفة إلا أن هناك بعض الملاحظات إذا سمحت لي القارئة بتوضيحها وهي: إن الفقر هو البوابة الرئيسية لكل الأخطاء التي تحدث في المجتمع بشكل عام وليس الأسرة فقط وصحيح أن كثيراً من الشباب الباحثين عن العمل انحرفوا مع التيار المنحرف وقاموا بممارسة أعمال تخل بأمن البلاد واستقرارها.
فهل السبب الرئيسي هو الفقر؟! طبعاً أنا أقول لا فالانضمام إلى جماعات متطرفة أو إرهابية ليس بسبب الفقر وإنما سببه الحقيقي هو نقص الإيمان وضعف النفوس وعدم الثقة بالنفس، فكم من أسر فقيرة جداً ربت أبناءها على أسس دينية مستقيمة وزرعت فيهم القيم والأخلاق الحميدة ولم يمنعها فقرها من نشر المحبة والتسامح بين أفراد الأسرة الواحدة.