إن كاتب هذه السطور لم يغامر من قبل في كتابة مقال رياضي أو عن الرياضة لأنه أصلاً ليس من مشجعي الرياضة ، ولا يعرف الكثير عن منتدياتها وقوانينها ولاعبيها أيضاً، لأنها أساساً تجلب العداوة والحسد والمكيدة والكذب وخسارة أموال طائلة تصرف في حق تشجيع وهتافات وصرفيات لا تغني ولا تسمن من جوع وخاصة في دول الخليج الذين لو صرفوا مستحقات نادي فقط في أي بلد خليجي على إخوانهم المسلمين في الصومال أو غيرها من البلدان العربية لأشبعت مئات بل آلاف الأسر التي تموت جوعاً كل يوم وهذه من وجهة نظري.
على العموم ليس هذا هو موضوعنا إن الموضوع الذي سنتطرق إليه هو "خليجي20"، فهذا الموضوع كنت أسمع الكثيرين من أصدقائي ومن الناس أيضاً في الشوارع والمجالس والأسواق والمنتديات عن مستقبل "خليجي20" في اليمن وهل ستستضيف اليمن "خيلجي20" أم أنها غير قادرة على تأمين الأمن والاستقرار لللاعبين والزوار الأجانب عند استضافة "خليجي20"، ليس هذا فقط بل كل يوم أتصفح فيه أي صحيفة أرى اهتماماً كبيراً من كثير من الصحفيين في مختلف الصحف اليمنية، ورغم هذا قررت أن أقرأ ولأول مرة مقال رياضي لكي أعرف ما يدور في أحوال وأخبار الرياضة، التي أثارت في داخلي نوعاً من الفضول والاستغراب عن استقبال "خليجي20" فبينما كنت أتطلع وأقرأ أحد المقالات لـ"خليجي20" تلقيت اتصالاً هاتفياً من مدير مكتب الثقافة في المحافظة الأستاذ القدير/ عبدالحكيم مقبل – دعاني إلى حضور فعالية مهمة جداً – حسب قوله - فما أن وصلت إلى صالة المركز الثقافي حتى تفاجأت بتواجد كثير من المسؤولين ومدراء عموم ورياضيين وأدباء ومثقفين وكوادر صحفية في عدة صحف فما إن تسللت إلى زاوية في الصالة أو القاعة لأعرف ما هي الفعالية الهامة جداً فرأيت الجميع يناقشون مدى الاستعداد اليمني لاستقبال "خليجي20" في ظروف الوطن الراهنة من أوضاع متوترة وراهن الجميع على أن اليمن قادرة على استقبال "خليجي20" رغم العواصف التي تمر بها.
أنا والعياذ بالله من كلمة أنا لم أفهم خطورة الموقف السياسي قبل الرياضي إلا بحضور هذه الفعالية وقررت أن أخوض حرب شرسة ضد كل من تسول له نفسه في محاولة إفشال استضافة "خليجي 20" ليس حباً في الرياضة إنما هو الوقوف ضد الكائدين لمصالح الوطن والخونة والعملاء الذين يخلقون الزوبعات في فنجان الوطن.
وأدركت مؤخراً أن استقبال "خليجي 20" لم تعد مشكلة رياضية بل هي إشكالية سياسية واقتصادية وسياحية واجتماعية ثم رياضية، ومنها نحن لا نجزم أو نشير بدور الأمن في تعامله مع الفوضى لأنه أصلاً لا يستطيع حماية نفسه وفاقد الشيء لا يعطيه كما يقال، ولكني أستمد قوتي في المراهنة على استقبال " خليجي20" من حب وإخلاص المواطنين الشرفاء والمخلصين لأمهم اليمن وحفاظاً على مصالحها لأنها مصالحهم أولاً وأخيراً، فما أسمعه من الكثير وفي كل مكان هو أن الشعب بنفسه من سيعمل على حماية "خليجي20"، وأسمع الكثيرين من أبناء الشعب أنهم مستعدون للتضحية بدمائهم وكل ممتلكاتهم من أجل إنجاح "خليجي20" وهذا موقف مشرف لأبناء اليمن الصناديد ومواقفهم هذه ستسجل بدم الوفاء والإخلاص والرجولة الوطنية.
رمزي المضرحي
اليمن و"خليجي20" 2077