هوية الأوطان وسمعتها تنسج بالفكر المنير والإخلاص والعمل والانتماء ولطالما استوقفني زيارة أحمدي نجاد إلى لبنان وغيرها من الدول الإسلامية لما لها من مئارب أخرى بتحديد خارطة الهدف الفارسي الصفوي الشيعي ، وما يتعلق بالمسألة الإيرانية الفارسية التاريخية التي كانت لها نكهة انضوت تحت راية الإسلام من عهد الإمام الفاروق عمر بن الخطاب وكان اندماج شعبها وثقافتها وحضارتها حتى عسكرياً مع الشعب العربي الفائت والقادم من جزيرة العرب فيها نكهة فارسية ونكهة عربية.
لم يكن الفرس آنذاك هجيناً غريباً على الحضارة الإسلامية بل فهم من أسهم في بناء تجديد خلايا الأفكار الإسلامية وقرأنا التاريخ فوجدنا أسماء فارسية عظيمة "ابن مسكوية" هذا العالم الإسلامي البارز صاحب كتاب "تهذيب الأخلاق" و"عبدالقادر الجرجاني" هو من أكبر المفكرين والبلاغيين في اللغة العربية صاحب كتاب "التعريفات" وابن "المقفع" الأديب والمفكر المشهور والشاعر "بشار بن برد" من أعلام الشعراء في الدولة العباسية وغيرهم، فكانت الحضارة الإسلامية ممتدة وذات اتجاه وطابع عرقي واحد في عصورها الذهبية في إيران بل أسهمت في وحدة عضوية بين العرب والفرس والأتراك والخرسانيين والبخاريين والهنود والزنوج بكل المستويات الثقافية والأعراق المتنوعة بداخلها وتعزيز أجودها وإنعاش الحياة فيها.
لكن من حين ظهور الدولة الصفوية الشيعية في القرن السادس عشر واستيلائها على بلاد فارس تحولت الأيدلوجية الحاكمة إلى حكم شيعي قومي متطرف ولم يكن فيهم قولاً بريئاً حسناً وليس فيهم مثقال ذرة من أخلاق الصحابي الجليل "علي بن أبي طالب" كما يزعمون وعلى الصحابة أجمعين رضوان الله إلى يوم القيامة بل إنه تحول بهم نفاقهم إلى دولة تبشيرية بمذهبه الصفوي الفارسي وتعاقده بالتحالف مع الدول الغربية ضد الدولة العثمانية السنية.
إن مذهبهم العنصري الذي امتزج باسم الإسلام والذي هو الأشد خطورة لقد تبلور وتجسر حتى حولت المنطقة الفارسية التاريخية إلى إيديولوجية عنصرية ومذهبية عبر ثلاثة قرون.. وإذا كان للوجود الفارسي كما ذكرنا نكهة تاريخية إسلامية عميقة إلا أن ثمة ومازالت في تاريخنا فارق كبير بين الفرس المسلمين في أنحاء العالم والمتآخين مع العرب وبين الفرس المذهبين المتعصبين الناقمين على الإسلام والمسلمين.
الدولة الإيرانية في أعمالها البهلوية وأنظمتها الدينية المزيفة تمارس التميز العنصري ضد الأقلية العربية الإسلامية إقليم الأحواز.. ولها مشاكلها الحدودية مع الأمارات العربية.. وتسلطها في العراق وبث جذورها بقطر المحبة وطامعة باليمن في صعدة ومطامع أخرى مايزالون يخفونها.
إنها رسالة من منبر "أخبار اليوم" إلى كل وطني حر وإلى كل مسلم: إن التاريخ الفارسي الصفوي طغى على التاريخ الإسلامي المنير وإن الصفوية اليوم الخطر في المرتبة الأولى على الإسلام والدول العربية والإسلامية ويليها الكيان الصهيوأميركي الاستعمارية.
ولابد علينا أن نقف صفاً واحداً ضد هذه الأطماع التي تريد أن تفترسنا وتجعلنا وجبه شهية في يومها.
عبدالعزيز الجلال
التاريخ الفارسي والعنصرية الصفوية 2126