;
علي الربيعي
علي الربيعي

قليل من الصراحة 2009

2010-10-12 12:50:32

لا جديد في الوطن إنما هو القديم الباقي المتجدد لاشيء يبشر بالخير أو يبعث علي الطمأنينة فكلما يممت وجهك في اتجاه من الاتجاهات لا تجد ما يسرك وكلما بحثت عن مكان تستريح فيه فلن تجده وكأننا ودعنا الراحة والاستقرار والطمأنينة بطلاق أبدي تجاوز فترة المسموح به أو كأننا المعنيون بقول الشاعر:
هي الدنيا تقول بملء فيها
حذاري حذاري من بطشي وفتكي
على الرغم أننا لم نركن إلى الدنيا وأعنى بنا عامة الناس ولم ننعم بترفها أو نبطر بنعمتها حتى تقول إنها النتيجة الحتمية لمن لا يشكر النعمة، تقلب له الدنيا ظهر المجن كما يقال فتتحول حياته بؤساً وتعاسة وشقاء بعد ا لرخاء والترف والرفاهية.
الأحوال متغيرة بتغير السياسة والمعاناة يقاسيها من ليس له بد في أسبابها، اللهم إلا إذا كانت عقوبة الصمت والسكوت على الباطل وعدم تغيير المنكر والسكوت والصمت على الفساد الذي أينع وأثمر فأنتج الحنظل وحصد الناس منه الزقوم.. ذهبت مراحل وأتت أخرى والوضع في كل مرحلة لا يقل سوءاً عن الأخرى فعندما تسوقك قدماك إلى أحد الأحياء الشعبية ترى كل أنواع البؤس بادياً على الوجوه والأجسام.. والملابس والبيوت التي تتآكل بفعل الملوحة وتكاد تسقط فوق رؤوس ساكنيها بشبابيكها التي تتوزع عليها قطع الأخشاب بألوان شتى وقطع الكرتون التي تحل محل زجاج أنكسر أو أندثر، وأسلاك الكهرباء المهترئة والمكشوفة، وشوارع تملأها الحفر ويعلوها الغبار وتطفح فيها المجاري وتسوقك القدمان إلى أحياء أخرى.. فتخيل نفسك في ألمانيا أو سويسرا وسط مبان غاية في الروعة والزخرفة والفخامة وماركات السيارات التي تجتاز بوابات أسوارها لا تقل فخامتها عن فخامة المباني فتتحسس أوراقك وتبحث عن جواز سفرك خشية أن توقفك إحدى الدوريات تسألك عن هويتك وإقامتك حيث تنسيك لحظات الدهشة أنك لم تسافر ولم تتجاوز حدود منطقتك أو المدينة التي أنت فيها لأنك قد لا تجد في جيبك ما يحملك إلى المدينة الأخرى.. وتوقظك من سبات الدهشة أبواق السيارات وتفحيطات من يقودونها بعبث السلوك وربما "شتمهم لك" باللغة البلدي فتدرك أنك في الوطن ولكن في عالم انتقل خارج الوطن بينه وبين الوطن سوراً يشبه سور جهنم، باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب.
وعندما تكون في أحسن لحظات إدراكك تستوعب لماذا تتنكر الدنيا لك كما أسلفنا وتكويك وتلسع ظهرك بمآسيها وتدرك عندها أنها النعمة التي بطر أصحابها ولم يشكروها حق شكرها فكانوا هم الجناة وكنا المجني عليهم وسيظل الحال على ماهو عليه مالم تستقم الأمور وتتغير الأحوال ويحق الحق ويصح الصحيح.<

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد