ذكرني مثل شعبي يقول" إذا تضاربوا الرباح إحذر على جربتك" كحال مجلس النواب اليمني وخاصة في هذا الأسبوع، فما حدث في المجلس الموقر من فوضى وشتائم وخروج من المجلس بدون إذن وذلك بخصوص مشروع تعديل قانون الانتخابات، فما صار في قاعدة البرلمان كالتواترات والتجاذبات والتحديات المتبادلة له من قبل رئيس مجلس النواب وأعضاء المؤتمر المؤيدين لهذا القرار وبين أعضاء أو نواب المعارضة من كافة أحزاب اللقاء المشترك الرافضين التصويت لهذا القرار الذي اعتبروه تحدي للحدود ووصفه البعض بالألغام المروعة في طريق الحوار المنتظر، إني وبصفتي أحد أبناء الشعب منزعجاً جداً لما حدث في مجلس الشعب من فوضى ، وأقول إنهم في سلوكهم في المجلس لا يمثلون أو لا يسيؤون لأنفسهم بهذه التصرفات الممقوتة، بل يسيؤون للشعب الذي يمثلونه في المجلس، الذي أصبح أشبه بسوق القات أو سوق الخضروات.. إخواني القراء أو النواب ما رأيكم لو كنتم في دولة عربية أو غربية ورأيتم وسمعتم ما جرى في مجلس النواب من شتائم وسب وأصوات مرتفعة والتصرفات اللامسؤولة من النواب الغير مسؤولين عن تصرفاتهم التي لا تليق بمجلس وشعب ووطن الحكمة، فأين الكلمة منهم.
طبعاً ليس بالغريب على الشعب مثل هذا المنظر المضحك والمخزي فقد اعتاد عليه بل أدمن بعض المواطنين على مثل هذه المشاهد ولو للتسلية والضحك حتى أيضاً لا يخفى على المواطنين وبعض المسؤولين أن هناك أعضاء في النواب قاموا بالاعتراض على القرار أو التصويت للموافقة عليه، ليس وعي منهم إنما لكي يقولون قال فلان وعمل فلان حتى وإن كان مخطأ فقط تطبيق للمثل الشعبي القديم الذي يقول "خالف تعرف" فالغرض عند بعضهم الشهرة لا أكثر، لا يعي أن كلامه محسوب على منتخبيه قبل أن يكون محسوب عليه.
وكأنهم بالمثل الذي يقول" اتقاودوا عمياني بوسط موفي حامي".
وأنا أود أن أقول لهم كما تقول الحكمة" الألقاب ليست سوى وسام للحمقى والرجال العظماء ليسوا بحاجة لغير اسمائهم".
أنا هنا لم أتحدث عن تفاصيل قرار تعديل قانون الانتخابات، وما إذا كان صائباً أم خاطئاً،ولكني كنت أتمنى كل يوم وليلة أن يحسم الخلاف بأي ثمن حرصاً مني على مصلحة الوطن المضياف، وخشية من مشاهدة الأجانب سوق الشعب المخزي.
الختام:ـ
وأختم مقالي بالثناء والشكر للرئيس/ علي عبدالله صالح – رئيس الجمهوري ، لاتخاذه قراراً صائباً بحل النزاع الفوضوي في قاعة البرلمان وذلك بإصدار قرار حكيم يقضي بسحب مشروع تعديل قانون الانتخابات لأن الرأي الصائب ثروة التفكير.
وأقول ناصحاً لكل نائب في البرلمان الاقتداء بقول الشاعر:ـ
يخاطبني السفيه بكل قبح وآسف أن أكون له مجيبا