;
رمزي المضرحي
رمزي المضرحي

عبدالناصر .. رمزاً للحرية والشرف 1866

2010-10-06 11:45:25

فيما كنت في جلسة مع بعض أصدقائي نتبادل الحديث عن أحوال العرب المخزية المخجلة وعن أحوال حكامنا العرب وخضوعهم وركوعهم للدول العظمى كأميركا وإسرائيل وغيرهن وفي الوقت الذي اشتد فيه الحوار وحمي الوطيس، لفت انتباهي صوت كأزير الأسد من إحدى الغرف المجاورة للمجلس الذي نحن فيه، فشدني هذا الصوت الغريب والمليء بالقوة وكأنه مجموعة من الانفجارات البركانية المتفجرة من باطل الحياة المأساوية التي يعيشها العرب، فكلما كنت أقترب من هذا الصوت المخيف الذي أفزعني حقاً إلا أنه في الوقت نفسه أثار في جوفي إحساساً لا أعرف سببه إلى الآن .. فقد أحسست بعزة وحرية وكرامة وأمان لم اعتد عليها في عصرنا الحالي للأسف ..فإذا بي أرى خطاباً في التلفاز على قناة السعيدة لقائد وزعيم تعجز أناملي الحرة عن وصفه وذكر مناقبه وبطولاته، بل أحسست وأنا أسمع خطابه أننا عدنا إلى الوراء مئات الأعوام وكأني أسمع الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو يتكلم بكل شجاعة وفخر وعزة وقوة وكرامة .. أين نحن منها !
هل عرفتم من هذا الناقوس المنير في إسطبل الحكام العرب إنه الزعيم الحر الرئيس/ جمال عبدالناصر .. هذا القائد الذي وضع لوطنه مجداً وزرع في الشعب حرية ترفض وتتصدى لكل عدو وخائن وجبان ..
فهذا كما يعلم الجميع هو الزعيم الأسطورة الذي أحبه شعبه وجنده وخافه الأعداء ليس لقوته العسكرية بل لقوة إيمانه بالله ولشجاعته، لأن الشجاعة كما يقول المثل "الشجاعة نصف القتال" فأين الشجاعة من حكامنا، فما إن أنهى الزعيم العربي القومي خطابه إلا وتمنيت ولأول مرة في حياتي "لأني أحب وطني" تمنيت أني مصري، وقد لا يعرف الكثير سبب هذا التمني إن السب إني ومنذ صغري أسمع حكمة تقول كرامة العبد من كرامة سيده" فأحببت أن أحس أو أرتدي رداء الكرامة أمام الأعداء ولو لدقائق قليلة .
إخواني لن أكثر من مدح الزعيم الحر لأني لو تطرقت لذكر مناقبه وبطولاته وصفاته سأمضي عمرين وقد أحتاج عمراً آخر أيضاً ولن أفي حقه وأنا أحتاج عمري على الأقل للعبادة لله عز وجل لهذا القائد الشجاع بالرحمة والمغفرة والدعاء لزعمائنا بشراء أنفسهم من الأعداء، لكي يعيدون لنا كرامتنا المنهوبة والمسلوبة .
أما اليوم والآن أكتب عن ما قاله ماركسيو مصر بحقه، والغرابة في أمر الماركسيين المصريين أنهم لطالما تعرضوا إلى الاعتقال في زمنه، إلا أنهم لم يتطاولوا عليه لا في حياته ولا بعد مماته، ولنعد إلى الأيام الأولى من ثورة 23 يوليو، فأول ماركسي قدم استقالته بعد 24 ساعة من نجاح الثورة هو الصباغ يوسف صديق، وعنه قال عبدالناصر "لولا دور يوسف صديق العسكري لما قدر للثورة أن تنجح" حينها إنزوى صديق عن الأضواء ولم نسمع عنه أنه انتقد عبدالناصر يوماً، وكذا الحال بالنسبة للأستاذ/ خالد محي الدين الذي كان شيوعياً معروفاً للجميع، اختلف مع عبدالناصر فكرياً وقدم استقالته من مجلس قيادة الثورة، وأسس حركة التجمع ذات التوجهات الماركسية وظل عونا لمبادئ الثورة ولقيادة ناصر حتى الآن، فكل ما كتب صلاح جاهين من أغنيات ثورية الهبت الجماهير العربية وغناها عبدالحليم حافظ لعبت دوراً في التصاق الجماهير بناصر وبخطواته الثورية، وكما قال عن ناصر الأستاذ الكبير/ عبدالرحمن الأبنودي الماركسي بعد اعتقاله، ولما سئل عن أسباب تأييده لناصر كان رده "قد نختلف مع جمال عبدالناصر فكرياً ولكننا هل ننكر دوره في محاربة الاستعمار ودوره الكبير في الإصلاح الزراعي، ومحاربة الأحلاف الاستعمارية وغيرها وغيرها" وهذا هو حال عبدالناصر مع الماركسيين والشيوعيين من أعداءه فإذا كان أعداءه يثنون عليه فكيف بالشعب الذي يحبه ، ولعل أظرف من تحدث عن جمال عبدالناصر هو الشاعر الكبير/أحمد فؤاد نجم، كان معتقلاً حتى رحيل عبدالناصر ويوم زارته أمه في السجن تفاجأ أن أمه تتوشح بالسواد فاستغرب قائلاً "مين اللي مات من العيله"فردت عليه بالنص قائلة " أنت حمار يا ولد مش عبدالناصر اللي مات؟" ويقول نجم " تصوروا يا ناس إن والدة أبنها سجنه الحاكم ورغم ذلك تلبس الأسود على هذا الحاكم بعد وفاته".
كلنا نعلم أن الشعوب العربية كانت تحب وتفخر بالزعيم ناصر وأكبر دليل على حبهم هو الموقف الذي حدث لهم عندما قرر الزعيم النادر قراراً يستحيل على أي قائد أو رئيس أو أمير عربي أو غربي أن يقرره ألا وهو قرار التنحي عن منصب الرئاسة فأي أخلاق وأي رجولة وأي قناعة وزهد يتحلى بها هذا الزعيم الناصر ، أيضاً عندما توفي هذا الزعيم المعجزة لم يبك أو يحزن الشعب المصري فقط، فأنا أذكر بكاء جدي حينها سألته عن سبب بكاءه وأنا طفل صغير فرد عليه بكلمتان فقط ولم أعيها حينها قال لي والدموع تملئ ثوبه " فقدنا كرامتنا" فصدق جدي رحمة الله عليه وصدق من وصف عبدالناصر .

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد