غير أن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن أن هذا الإجراء لم يجد نفعاً وما من خيار آخر غير سحب تلك الدراجات للحد من خطرها ما يعني عودة ما يقارب من ربع السائقين من إجمالي من احتجزت دراجاتهم إلى دائرة البطالة المقيتة أما الثلاثة الأرباع المتبقية فهم الأوفر حظاً والأكثر اطمئناناً ويسراً مقارنة بزملائهم المعسرين كونهم من ذوي الدخل أكانوا من منتسبي القطاع التربوي أو الأمني أو الزراعي أو غيرهم فما الدراجة بالنسبة لهم إلا زيادة خير وتحسين وضع معيشي .
ودعونا نقف عند تلك الفئة التي تتطلب من الجهات المعنية في المحافظة الجدية في إيجاد الحلول والمعالجات أو بالأصح البدائل التي تقيهم شر الحاجة وتؤمن لهم مصدر الرزق الحلال سيما وأن مصدر أو سبب الرزق قد أغلق في وجه أسرة تعد فيه الدراجة بمثابة رأس المال الذي يوفر لهم لقمة العيش والحياة الكريمة التي تقيهم الفاقة والعوز .
والجدير بالذكر أن هؤلاء قد أعيتهم السبل في استعادتها من دون جدوى فمنهم من يعمل عليها أجيراً وصاحبها يطالبه بها أو بتسديد ثمنها ومنهم من باع بقرة عائلته لأنه رأى في الدراجة خيراً منها ومنهم من استدان أو ألتزم بتسديد أقساط شهرية وما كان في الحسبان أنهم سيجدون أنفسهم بين عشية وضحاها من المغضوب عليهم يضربون أخماس في أسداس وجميع السبل قد أوصدت في وجوههم فهل من حق هذه الفئة أن تجد البدائل في أحد مرافق الدولة ( القطاع العام ) أو القطاع الخاص كمصنع الأسمنت تحديداً الذي سيتم افتتاحه قريباً الذي بدوره يعمل على امتصاص البطالة وإطفاء نيران النقمة التي ترتسم على محيا تلك الوجوه البائسة التي تفيق مع إشراقة كل يوم جديد لتفترش الطرقات إذ لا تدري إلى أين تذهب أو لمن تتجه.
وهي الأسئلة التي سنطرحها لاحقاً بين يدي العميد الركن عبدالرزاق المروتي مدير أمن أبين ، آملين أن نجد لها الإجابة الشافية بإذن الله.<