وللأسف الشديد أصبح البعض يرى في الدفاع عن أمهات المؤمنين وصحابة الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم ـ يرون في ذلك تطرفاً وغلواً وإثارة للفتنة الطائفية ، وأن الدفاع عن زوج الرسول صلى الله عليه وسلم وحبيبه وبكره من بين نسوانه والرد على علماء ورموز الشيعة وأفكارهم الباطلة ـ نوع من الجنون والتطرف وزعزعة الصف الإسلامي وتوتير الأوضاع بين السنة والشيعة ، إلى آخر هذه الكلمات المستهلكة والعبارات الزائفة والعناوين الخادعة التي يروج لها بعض علماء ومفكري ومثقفي أهل السنة جهلاً بالحقائق وتجاهلاً للوقائع، وفي بعض الأحيان تزييفاً وتزويراً ومصلحة واتفاقاً.
وفي هذا السياق وتأكيداً على ما سبق ، رأينا كيف هلل وفرح هؤلاء وخرجوا عن الصمت والسكوت وأخذوا يرحبون ويمدحون ما يسمى بفتوى علي الخامنئي حول تحريم النيل من رموز السنة، وبدون وعي ولا موضوعية ولا مصداقية وبصورة تثير الشك والريبة قامت وسائل الإعلام والفضائيات بإذاعة وإبراز خبر الفتوى المزعومة والمفبركة التي لم يثبت صدورها عن الخامنئي بصورة واضحة ورسمية، وفوق ذلك فإن النص الذي نشرته وكالة مهر الإيرانية والعوامل والملابسات التي صدرت فيها الفتوى المزعومة، يثبت زيفها ويسقط مصداقيتها .
والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا وجه شيعة الأحساء بالمملكة العربية السعودية سؤالاً واستفساراً لقائد الثورة الشيعية علي الخامنئي ، مع أنهم يقلدون المرجع الشيعي علي السستاني في النجف؟.. والجواب على هذا السؤال يؤكد للقضية مجرد مسرحية قام بإخراجها علماء ومثقفو الشيعة في السعودية، الذين أدركوا أكثر من غيرهم خطورة ما طرحه وتحدث به المدعو ياسر الخبيث وهو ما يعتقده الشيعة وما هو مدون في كتبهم ومسطر في مصادرهم ، وبالتالي فإن المسألة لا تنحصر في إساءات ياسر الحبيب وإنما في عقيدة الشيعة ودين الرافضة .
لأجل ذلك فقد سارع العلامة الشيعي السعودي/ حسن الصفار إلى استنكار وإدانة ياسر الخبيث وكلامه في أم المؤمنين عائشة وبعد ذلك أصدر أكثر من 100 عالم ومثقف شيعي في الأحساء بياناً يتضمن أن ما قام به المدعو الحبيب هو خروج عن خط مدرسة أهل البيت وعن معتقد الشيعة الاثني عشرية ـ حسب ما جاء في بيان مثقفي شيعة الأحساء ـ مع أن الحقيقة تثبت أن ياسر الحبيب مجرد ناقل عن كتب القوم ومصادرهم ، وأنه أكثرهم شجاعة وجرأة وقوة في طرح ما يعتقده ويؤمن به.
وللمخدوعين والسذج أقول: إن تكفير الصحابة والطعن بأمهات المؤمنين يعتبر من أساسيات دين الشيعة وأصول عقيدتهم ، وهذا ما يظهر ويبرز في قنواتهم الفضائية ومواقعهم الإلكترونية على الإنترنت وفي الكتب التي تطبع وتصدر ، والحل الوحيد لإثبات عكس ذلك يتمثل بأن يعلن مراجع الشيعة الكبار وفي مقدمتهم السستاني والشيرازي بأن ما في هذه الكتب كذب وبطلان ويقومون بإحراقها وإعادة طبعتها خالية من هذه الإساءات والطعون واللعن والسب والتكفير ، والقيام بعملية تصحيح شاملة لعقائدهم وثقافتهم وأفكارهم التي تختلف عن عقائد وثقافة المسلمين أصولاً وفروعاً .
ولم يعد سراً أو خافياً على أحد أن الاختلاف بين السنة والشيعة ليس في الفروع كما يروج لذلك دعاة اليوم والباحثون عن السراب والعازفون على اسطوانة التقريب المشروخة فقد ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الخلاف في الأصول والأسس والعقائد وأن من يقول غير ذلك إما جاهل أو معاند أو مغفل أو منافق وكاذب.<