فأقول ناصح لهم كما تقول الحكمة "أن تكون فرداً في جماعة الأسود خير لك من أن تكون قائداً للنعاج".
فأنا لا أبتكر روايات من نسج خيالي أو أتكلم وأصف عن مشكلات غريبة، إنما هو الواقع الذي يعانيه كل أبناء الشعب، فكل يوم يمر علينا أرى فيه العديد من الحوادث المروعة في طرقات محافظة إب وإن لم أرى حادثاً أسمع عن الحوادث بل الكوارث الإسفلتية، الناجمة إما عن ضيق الطرقات أو الحفر المتعددة أو المطبات المتتالية أو أو أو... الكثير من الأخطاء فيقال أن نزيف الإسفلت في اليمن مشهد قتل جماعي لا يتوقف على طرقاتنا، فالسفر إصبح مغامرة غير محسوبة، ولم يعد سبيلاً للوصول بين من هم في الشتات، بل في حالات كثيرة كان عنواناً لفراق أبدي.. ونهاية دامية، حتى أمست الأسرة اليمنية مؤخراً تفضل الاتصال الهاتفي بأحبتها البعيدين، على نزيف الإسفلت المغشوش، الذي لم يرتوي بعد من دماء الضحايا..
قد يتبادر للأذهان أن نزيف الإسفلت حكر على اليمن، لكن الحقيقة المؤلمة هي أن اليمن هي الأكثر والأكبر نزيفاً ورعباً، خاصة عندما يكون ضحاياها أغلبهم من الفقراء وليسو من هواة التفحيط والسباق والاستعراض كما هو الحال في دول الخليج.. والسؤال لماذا بدى الأمر أكثر إيلاماً وأكبر خسارة، وأكثر حزناً في اليمن؟ وما هي الأسباب الحقيقية في جعلها كذلك؟؟
إخواني القراء لا أخفي عليكم أن هناك الكثير من الآراء، ا لتي تعزي كثرة الحوادث في طرقات اليمن حسب رأيها فمنهم من يعزي زيادة حوادث الطرق إلى سهر سائقي المواصلات العامة والمركبات والقاطرات ومنهم يعزي زيادة الحوادث في تعاطي القات أثناء القيادة أو قيادة السيارة بسرعة الصاروخ أو الاتصالات الهاتفية عند القيادة، وهنا أيضاً من يحل التضاريس المسؤولية في كثرة الحوادث وهناك العديد من الآراء التي ذكرناها أو نسمعها والتي نادراً ما تحدث، وإن لم تكن نادرة الحدوث فإن المسوؤلية على الجهات المسؤولة عن قيادة الأطفال وقلة الإرشادات المرورية والإرشادات المرورية.
فساد الطرقات
ولكني والواقع نتفق على أن فساد الطرق في اليمن هي المسؤولة بالدرجة الأولى عن زيادة الحوادث المرورية في البلد بشكل لافت وخطير حيث لا أحد يحاسب أو يراقب، وكل واحد يعبي جيبه على حساب الوطن والشعب والنتيجة طرق تنهار بعد أسابيع والمطبات والحفر خير شاهد على ذلك فماذا يفعل السائق في هذه الحالة أكيد سيحاول أن ينجو بسيارته من المطب أو الحفر المنتشرة في محافظة إب أكثر من عدد السيارات، فيحاول السائق النجاة من الحفر أو المطب حرصاً منه على سلامه سيارته وللأسف سيجد نفسه في مواجهة سيارة أخرى.
وتسير في الطريق المعاكسة التي هي أصلاً ضيق وبالكاد تتسع لمرور سيارة واحدة وهنا يقع الصدام كالعادة.
المطبات والحفر
رجال المرور يعزون أسباب الحوادث المرورية من وجهة نظرهم إلى ما يلي:
أولاً:ـ الطرق مليئة بالمطبات المفاجئة والحفر التي تظهر من يوم لآخر.
ثانياً:ـ السرعة الزائدة وإظهار المهارات في القيادة.
ثالثا:ـ عدم وجود إشارات على جوانب الطرق مما يدل على اللامبالاة حتى ولو وجدت تكون ضئيلة جداً وكأنه لا يوجد إشارات.
رابعاً:ـ الطرق باليمن كلها ضيقة وخاصة الطويلة لا تكفي لأكثر من سيارة في أحد الاتجاهات وأخرى في الاتجاه المعاكس ناهيك عن أن أغلب سائقي السيارات لا يلتزمون بالمساحة المتاحة له وعدم الالتزام بقواعد السير...
الختام
أقول لكل مقاول ومسؤول عن حياة البشر ناصح لهم كما قال الشاعر أحمد شوقي:
وكن في الطريق، عفيف الخط شريف السماع كريم النظر
وكـــــــن رجـلاً إن أتـــوا بعـده يقولون مروا وهــذا الأثــر.
وتذكروا دائماً الحكمة التي تقول:ـ "الضمير صوت هادئ.. يخبرك بأن أحداً ما ينظر إليك.<