لعل كاتب هذه السطور لم يتطرق من قبل للخوض في الحديث عن الحرب في صعدة وسفيان ليس الخوف هو من ردعني وعرقلني أو بالأصح منعني إنما هو الحرص على أبناء الشعب من إيقاعهم في دائرة مغلقة من المعلومات والثقافات والأوضاع الدائرة في صعدة ، فيفهمون ما أفهمه أنا ، ويكتشفون ما أكتشفه ، ويجهلون ما أجهله .. لأن ما يدور في حروب صعده بين الحوثيين المرتدين وبين الحكومة هي سياسات وألاعيب خبيثة تختبئ وراء ستار الغموض الحيلة على أبناء الشعب وغيرهم ، ولقد عجز الكثير من السياسيين والمحللين والكتاب الصحفيين عن كشف حقيقة ما وراء الستار فحرب الحكومة مع المتمردين الحوثيين مثل "توم وجيري " بالمختصر المفيد ولكني هنا لا أزيد التطرق إلى تفاصيل الحرب وخفايا الطرفين الحكومة والحوثيين لأني سأغرق في عالم الظن والريبة والسياسية الخبيثة ولا ناقة لي فيها ولا جمل بل سأحاول معكم الخوض في بعض المستجدات عن اتفاقية الدوحة والوساطة القطرية في اللقاءات التي جمعت الشهر الماضي بين أطراف من الحكومة ومثلهم من المتمردين الحوثيين في الدوحة ، وكنا قد تفاءلنا بخير بل كنا نتمنى أن ينجح الحوار في الدوحة وسمعنا بعد انتهاء الحوار أن الوساطة القطرية عقدت اتفاقاً ناجحاً بين الطرفين الحكومة والحوثيين على أساس فعلي وليس مجرد حبر على ورق كالعادة ، ولأول مرة رأينا الحكومة صادقة وجادة في تنفيذ الاتفاق ولا نعرف إذا كان حرصاً منها على الشعب والجنود من شر الفتنة أم لها مآرب أخرى ، المهم فما إن فرحنا بنجاح الاتفاق القطري اليمني إلا ويقصدنا الحوثيون ليحرمونا من الفرحة ، فترى بعض الحناجر الحوثية المتمردة تطالب بالزكاة وتقتحم المنازل وتتحرش ببعض القبائل التي ساندت الحكومة وتقطع الطرقات وتستفحل وتمد نفوذها إلى الجوف وتتحالف وتهدد بعض القبائل في صعدة وسفيان وتقتل الأفراد والكثير من الخروقات التي تمارسها العناصر المتمردة الحوثية متجاهلة أي اتفاق أو أي بنود صلح تم إبرامها والغريب في ذلك أن الحكومة تتمسك بالاتفاق وتعمل جاهدة على تنفيذ بنوده فكيف سينفذون الـ22 بند صلح ومن ضمنها النقاط والبنود السـ6 السابقة ، لهذا يقول المثل الشعبي " اللي مايسألك حق ما تقدرش تراضيه" وهذا هو حال الحكومة مع الحوثيين ، ومن هنا هل نستطيع أن نقول أن الاتفاق ناجح، وللعلم هناك أطراف خارجية وداخلية ( مستفيدة ) كانت وما زالت تعمل على إفشال الاتفاق فعلى صعيد الأطراف الخارجية اتهم سياسيون ومراقبون السعودية بمحاولة إفشال الوساطة القطرية الأخيرة بين الحكومة والحوثيين معتبرين ذلك يعود إلى العداء التاريخي بين قطر والمملكة العربية السعودية وللعلم أيضاً أن العداء التاريخي بين السعودية وقطر معروف ، حيث أن السعودية لا تريد أن يكون لقطر دور محوري ، حيث وهي تعلم أن هناك قبول للوساطة القطرية من قبل السلطات اليمنية والحوثيين ، ولكن تدخل السعودية من خلال بعض القبائل ومراكز القوى النافذة في اليمن سيكون عاملاً فاعلاً في تعطيل مثل هذه الوساطة وهذا ما يحدث تقريباً .
إخواني القراء والمثقفون هناك حكمة تقول " كل شيء يبدأ صغيراً ثم يكبر إلا المصيبة فإنها تبدأ كبيرة ثم تصغر " ولكني أراها بدأت كبيرة وتكبر كل يوم أكثر من ذي قبل وأخاف أن تظل كما هي عليه كبيرة .
وأيضاً وكما نسمع من معاملة العناصر الحوثية من ظلم وتعذيب واستهانة بالأسرى ..
سواء من الجنود أو المواطنين الأحرار ، فهذا ناتج عن جهل وعقيدة باطلة يتجرعونها من قاداتهم المتغطرسين والكاذبين والمرتدين أيضاً ، فالإيمان هو المبدأ الفطري الذي يردنا عن ظلمنا ويرد عنا ارتكاب الباطل والجرائم وكما تقول الحكمة " الإنسان دون إيمان وحش في قطيع لا يرحم " وهذا هو حال الحوثيين .
وقفة هامة جداً ..
إخواني الباحثون والمثقفون والمتعلمون والصحفيون والكوادر المؤثرة والمشائخ والشخصيات الاجتماعية وكافة أبناء الشعب الأحرار منهم فقط .. نظراً لما هي عليه بلادنا حالياً من فتن الحوثيين وزوبعة الانفصاليين وتطرف الإرهاب ، أقول لكم يجب أن نقف وقفة جادة لا أقول مع الحكومة بل مع أنفسنا في التصدي للإرهاب وردع الانفصاليين والخونة ومحاربة الحوثيين ، فالوطن ليس ملك للحكومة إنما هو ملك لنا ولأولادنا في الغد المشرق ، فالبلاد صارت على شفا حفرة من الخراب والهلاك لكل أبناء الشعب ، فإما أن نقف وقفة جادة وصادقة مليئة بالإخلاص لله تعالى وللوطن لا لأي حزب أو فئة سياسية لأن أوضاع بلادنا حالياً لا تحتمل الزوبعة أو التحريض في شتى وسائل الإعلام ، وأقول لأبناء الشعب لا تكونوا كآلة الكترونية تحركها أياد عميلة وخائنة لوطنها وشعبها تسعى وراء المناصب والأموال ، وترمي بكم في هاوية الهلاك فهي كما يقول المثل الشعبي " ترعى مع الراعي وتأكل مع الذئب "..فعندما يقع الفأس بالرأس لا ينفع الندم ، ولن يغير الندم حينها شيئاً وعليكم أن تحبوا وطنكم وتحافظوا عليه وأختم مقالي بقول الشاعر :
بلادي وإن جارت علي عزيزة
وأهلي وإن ضنوا علي كرام