;
عبدالواحد أحمد كندش
عبدالواحد أحمد كندش

فريضة الحج.. والسلوك القويم 1770

2010-09-29 06:33:38

بينما كنا نتجاذب أطراف الحديث مع بعض الإخوان في موضوع أداء فريضة الحج إذ بأحدهم وكان ممن سنحت لهم الفرصة لأدائها في العام الماضي يقص علينا ما شاهده من سلوكيات خاطئة حدثت وفي أماكن عدة أثناء أداء المناسك، قد إرتسمت على وجهه ملامح الحزن والألم والاستغراب لذلك الذي شاهده وفي بيت الله الحرام، وعند استكماله من سردها خلصت بدوري إلى نتيجة مفادها أن كافة الوكالات والشركات العامة في نقل وتفويج الحجيج بالإضافة إلى الجهة الرسمية المختصة بالوعظ والإرشاد فيما تصدره من كتيبات وقصاصات ورقية "بروشورات" توعوية تتوقف عند حدود المناسك وكيفية أدائها وحسب وتغفل عما نحن بصدد الإشارة إليه والذي له من الأهمية ما يجعله يتبوأ الصدارة في قائمة العمل التوعوي الإرشادي حتى يستشعر الحاج المعاني والدلالات العظيمة التي تحملها هذه الفريضة، ذلك هو السلوك القويم الذي لا اعوجاج فيه ولا يقبل إلا أن يكون كذلك كما أراحه المشرع الحكيم في كل زمان ومكان، نعم إنه السلوك الذي انبثق عن المنظمة المتكاملة من القيم والمبادئ والمثل العليا التي تجعل الإنسان الذي يجسدها في سلوكه يرتقي إلى مرتبة المحسنين بما تحمله هذه الصفة "الإحسان" من معنى شامل ومن تلك المشاهد "السلوكيات الخاطئة" التي أوردها أخونا الحاج" إن مجموعة من الحجيج اليمنيين اشتبكوا مع بعضهم البعض بالأواني الزجاجية "الكؤوس" والمعدنية "الكتالي" والخاصة بالشاي متراشقين في نفس الوقت بالألفاظ البذيئة والنابية" وكل ذلك من أجل الشاي والأدهى والأمر أنهم عند تذكيرهم بقوله تعالى: ((الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقونِ يا أولي الألباب)). [البقرة 197 ]
أجابوا جميعاً بالقول نستغفر الله كأننا لم نسمعها إلا الآن، ثم اعتذر بعضهم لبعض وهذا ما يؤكد إننا غالباً في قراءتنا لنصوص كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام نمر عليها مرور الكرام أو إننا نكتفي بالحفظ دون التدبر والفهم والذي من نتائجه "الحفظ" وبطبيعته النسيان ويكون صعب الاسترجاع وقت اللزوم ويؤكد أيضاً أن الإنسان منا بحاجة إلى التذكير وان القصور يكمن فيما يقدمه القائمون على الأمر علماً أن الواقعة المشار إليها آنفاً هي جزء من وقائع كثيرة فعلية وقولية شاهدها أخونا الدكتور، الأمر الذي يوجب على المعنيين ومن منطلق المسؤولية الملقاة على عاتقهم تذكير الأخوة الحجيج بما ورد في كتاب الله وسنة رسوله من الآيات والأحاديث والمهذبة للسلوك المقومة للاعوجاج وتكريسها ضمن العمل الإرشادي وبأسلوب يجعلها أكثر رسوخاً في أذهان ومدارك المستهدفين حينئذٍ سيكون من الصعب نسيانها ومن السهل استرجاعها واستدعائها عند الحاجة ومن ذلك قوله تعالى: (( وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم)). وقوله عز من قائل: ((فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفظوا من حولك))، وقوله تعالى: ((والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين))، وقوله تبارك وتعالى: (( ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عدواة كأنه ولي حميم))، وقوله عز وجل: ((وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما))، وقوله عليه الصلاة والسلام (لا يؤمن احدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) وقوله عليه الصلاة والسلام: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت) وهناك الكثير من الأحاديث النبوية الصحيحة ومن آيات الذكر الحكيم التي تؤكد أن القرآن يهدي التي هي أقوم قال تعالى: ((إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم))، وأنه ميسر لعباده بقوله تعالى: (( إنا يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر)). وما علينا إلا أن نذكر الناس بها وبأسلوب راقي لتجسيدها في السلوك كضرورة تستقيم بها حياتنا في الدنيا والآخرة قال تعالى: ((فذكر إنما أنت مذكر)). مع الأخذ بالاعتبار أن يتم عند إيراد أي من تلك الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وغيرها مما لم استطع تذكرها شرحاً وتفسيراً ما يلزم لمفرداتها نظراً لاختلاف قدرات الناس في الفهم والاستيعاب وهنا ونظراً لما تعانيه الأمة ومجتمعنا بصورة خاصة جراء نكوصها وتراجعها عن قيمها في العصر الراهن أود أن أشير في ختام مقالي هذا إلى ضرورة الإرتقاء بأنفسنا ـ دعاة ومرشدين وخطباء وكتاب وإعلاميين ومسؤولين إلى مستوى الأمانة الملقاة على عاتقنا والمتمثلة بالوطن الذي يحتضننا جميعاً قال تعالى: ((لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم)). وندرك أن ثقافة الكراهية والعنف وإثارة الأحقاد والضغائن والنعرات المذهبية والمقيتة وكذلك الاستئثار والإلغاء والتهميش ليس إلا من عمل الشيطان الرجيم الذي يريد أن يوقع بيننا العداوة والبغضاء إن اتبعنا خطواته الزائغة كما يجب أن تعي الجهات المعنية بالوعظ والإرشاد وتقدر جيداً مسؤوليتها حيال المساجد وما يدور فيها من خطب تحريضية ومحاضرات تعبوية تتناقض مع الوسطية والاعتدال والتسامح والمحبة كقيم عالية هي من صميم ديننا الإسلامي الحنيف، وتعمل على تنظيم ومراقبة جميع المساجد أسوة بدول الجوار لتحصن المجتمع وتقيه من الأشرار وأهدافهم الخبيثة.
اللهم اجعلنا من الخاشعة قلوبهم والقارئين لكتابك والمتأملين المتدبرين العاملون فيه آناء الليل وأطراف النهار.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد