إن الحقد الدفين متمكن في العقلية الصفوية ولا يمكنها أن تقابل "الاحسان بالإحسان"، فقد رفضت المملكة العربية السعودية وبشدة دعوات الرئيس الأمريكي بوش الصغير إبان رئاسته الدعوات الأمريكية لمواجهة إيران عسكريا، وبالرغم من ذلك مر هذا الموقف مرور الكرام.
كما أود أن أشير وأنا في هذا السياق إلى أن مملكة البحرين تعتبر حالة خاصة بالنسبة للعبثية الإيرانية ولعدة اعتبارات وبمعزل عن الهرطقة الصفوية التي تدعي بأن البحرين جزء من إمبراطوريتهم القديمة التي لا تغيب عنها الشمس، فالاستقرار الذي تعيشه البحرين من خلال الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يقودها العاهل البحريني الملك "حمد بن عيسى آل خليفه" يشكل ازعاجا وقلقا بالغا يهدد بل بضرب الفوضى الخلاقة التي تريد إيران إحداثها في البحرين.
فالولاء والانتماء للوطن أصبح ديدن جميع الطوائف والفئات، والوفاق والتعايش أصبحا سمتين من أهم سمات البحرين والبحرينيين، ولهذا فإن الخلايا النائمة والمندحرة في الكهوف والجحور وكلما حاولت إثارة الفتن والقلاقل تنفيذا للأجندة الإيرانية كلما واجهت دفاعا مستميتا من الجميع باعتبار الجميع في الأساس شركاء في الوطن وكذلك شركاء في المحافظة على كيان الوطن ومقدراته.
لقد أحسن صنعا وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي عندما طلبوا من بريطانيا مؤخرا عدم منح اللجوء السياسي لمعارضين بحرينيين متهمين بالضلوع في مخطط يهدف إلى الإطاحة بالأسرة الحاكمة..
إن الخلايا النائمة والمنتشرة في دولنا الخليجية والعربية والتي تم زرعها من قبل إيران تتحين الفرص المواتية للانقضاض على أمننا ومقدراتنا ومكتسباتنا.. فإيران، طيلة الثلاثين عاما الماضية، تمكنت من إيجاد أنصار كثر في العالم بحيث لا يمكن لأي كان أن يطوق تلك الخلايا وبأي شكل من الأشكال، وهنا تكمن مصيبتنا إذا أغفلنا هذا الجانب ولم يصبح كل مواطن عينا ساهرة على أمن وطنه، فالوطن الذي لا نستطيع حمايته والذود عنه لا نستحق العيش على أرضه والاستظلال بظله.
العرب أونلاين
سامي عبد العزيز العثمان
ماذا تريد إيران؟ 1515