في هذه الأيام الوطنية المباركة، وفي غمرة احتفائنا بصباحات التحرر من ظلم حكم الإمامة وبطش وجبروت النظام الاستعماري البغيض، ينبغي علينا وكلنا حسرة وندم أن نتظاهر بمعاداة همومنا، ونسيان همنا ومشاكلنا ولو مؤقتاً وأن نرتدي حلة أعياد نصرنا المفصلة من غزل الصباح.
فمهما كانت همومنا كبيرة وكثيرة إلا أننا لا يمكن أن نحبس لحظات فرحنا أو نكتم أنفاس سعادتنا في مثل هذه الأيام الخالدة.
كما لا يمكن أبداً أن نقتل مشاعر الفخر والاعتزاز فينا على الرغم من الأمل الذي يعصر قلوبنا خوفاً على وطن تنهش في جسده كل يوم قوارض الشر وأفاعي الفساد.
نعم ليس من المعقول أن نفسد مزاهر عرسنا باللطم وتمزيق ثيابنا وفي هذه الأيام المباركة، أيام عزتنا وكرامتنا، كناية بأفعال من لم يكترثوا لنا و لم يبخلوا التضحيات الجسام وولم يقد فجرنا الذي عانق الدهر وضعته أيادي شهدائنا الأبرار ومناضلينا الأوفياء الشرفاء.
فمن حقنا أن نصفق ونفرح ونبتهج ونحتفي بإضاءة شمعة أمامنا وأولادنا وأحفادنا، ونسرد بطولات فرساننا، فوارس المجد والشهادة والنضال، فوارس تعز وبيحان ونقم وردفان، ونتذكر كيف سقطوا معهم كل الشهداء في ميادين الشرف والشهادة، علينا أن نحتفي بالثلايا وعلي عبدالمغني واللقية وعبود ومدرم ولبوزة ومحمد محمود الزبيري، ونرسم بسمة نشوة النصر على وجوه مناضلينا الأحرار.
إن احتفائنا بهذه الأعراس الوطنية المجيدة هو حق لنا فلنحتفل فمهما زاد التعب فلا يمكن أن يوصلنا إلى حد القطعية أو الاعتكاف.
أذن فلنعلن بكل فخر واعتزاز وعلى الملأ في كل رقعة وعلى طول وعرض الوطن عن فرحنا وشموخنا بهذه الأيام الوطنية فلنضيء منازلنا بضياء ملايين الشموع، ونزين مدارسنا بقناديل الحرية والتمني بمستقبل أفضل، كما علينا كمواطنين أبناءً وأحفاداً، شباباً وشيوخاً، أحبة وأصحاباً أن نحيي كل زقاق وحارة ترعرع فيها وسار الشهداء الذين منحونا حياة الحرية والكرامة، فلنهدي كل ابن شهيد ألف ألف زهرة ووردة.
كما علينا ومعاً أن نستعيد دروساً في كتب النضال اليمني، ونتساءل كي نطبع الإجابات في جدران الوطن وسماءه وجبين التاريخ.
فلنسائل عن مخلفات الإمامة والاستعمار، وعن أسماء شهدائنا الأبرار، ولماذا قامت الثورتان المجيدتان سبتمبر وأكتوبر، ومتى وأين ومن قال في الثورة "يوماً من الدهر لم تصنع أشعته .. شمس الضحى بل صنعناه بأيدينا"، وعن قائل أغنية يا قافلة وملحمة المزهر الحزين وأنشودة برع يا ستعمار. وأنا يمني.
أيضاً من والمهم جداً وفي أجواء هذه الاحتفاءات الذاتية بأعيادنا الوطنية أن نستعرض ونقيم ما تحقق من منجزات وطنية.
وعلى كافة الأصعدة والمجالات في ظل الثورة وفي مسيرة الديمقراطية والبناء مع الدعاء الصادق بإصلاح حال بلادنا وأن يحفظه من شر التآمر والمتآمرين وشبح الفساد والمفسدين وكوابيس السفهاء المتسلقين.
وكي لا يفسد احتفالنا هذا يفضل بل ومن الضروري جداً أن نركن على الأقل في هذه الأجواء الاستثنائية مشكلات السياسة والسياسيين، والمعارضة والسلطة والمشترك والتحالف التي أوصلتنا إلى مرحلة الخوف الحقيقي على وطننا ومنجزات ثورته ووحدته المباركة..
ردفان عمر
إحتفاءً بأعيادنا الوطنية 1811