;
عبدالكريم المدي
عبدالكريم المدي

عذراً أيها الوطن الذي يتناسل حزناً وفساداً ..! 2145

2010-09-28 08:37:48

الشعوب التي راهنت على تطبيق النظام والقانون والدستور نجحت..!
أما الشعوب التي راهنت على اللامبالاة والمحسوبة وسحقت كل قيم الوطنية والنهوض فقد فشلت ..!
والشعوب التي حاسبت الفاسدين وقطّعت أيدي وأرجل لصوص المال العام ومشاريع التنمية نجحت أيضاً .. بينما الشعوب التي أعلت من شأن الفساد والفاسدين وحطت من شأن الوطن والمواطنين ، فشلت وماتت فشلاً .
والشعوب التي جعلت من التعليم والمساواة والعدالة الاجتماعية والحق وإعطاء الفرص للجميع ، شعاراً لها قولاً وعملاً حجزت لنفسها مكاناً دائماً في أول سطر في قائمة التقدم ..!
بينما الشعوب التي جعلت من الجهل والامتيازات بين أبنائها عنواناً لها وأبدلت الحق بالباطل والعدالة بالظلم والروح الجماعية بالفئوية، فشلت وشبعت فشلاً .
لا أريد حقيقةً أن أسقط ما ذكرت من مقارنة/ مقارنات ، هي أصلاً عبارة عن نزر يسير على مجتمعنا، لأن هذا أولاً يؤلمني من حيث المبدأ وثانياً أخشى أن تنطبق تلك المقارنة حرفياً على بلادنا ، وإذا صح هذا - لا سمح الله - فيا خوفي أن يأتي مقالي القادم وأنا على مشارف خزيمة أو من على أرصفة - وما أكثرها - المرضى النفسانيين والمشردين وغيرهم ..!
صحيح نحن في هذا البلد نتحدث كثيراً ولا نعمل حتى أقل القليل، وصحيح نحن في هذا البلد أيضاً نعلن عن مشاريع تنموية كمشروع " ذمار الحسينية " مثلاً الذي مضى عليه "35" عاماً وهو كيوم خلق الله الأرض .. والسبب ببساطة يعود إلى أن حكومتنا الرشيدة تظل بعد الإعلان عن نيتها تنفيذ مشروع ما (5) سنوات تفكر في إرسال فريق مهندسين وضعفها في البحث عن تمويل ومثلها إعلان المناقصة وإرسائها على إحدى شركات الأهل أو الأصدقاء المقربين أو الشركاء السريين .. طبعاً نادراً ما ينفذ المشروع أو جزء منه شكلياً وضحكاً على الذقون ، هذا إذا كانت القبيلة أو المنطقة المستفيدة منه من " حمران العيون " أما إذا كانت المنطقة " الحسينية " من المناطق الهادئة مواطنيها، لطفاء، بسطاء ، كرماء، فلن يروا مشروعاً وليذهبوا إلى الجحيم وليصل سعر كيس القمح إلى "8000" ريال لا يهم ولا يهم أيضاً إن كانت تصل إليهم البطاطا وحبات الأسبرين والمنظمات المانحة أم لا ..!
ومع هذا الحرمان الشديد وظلم مدراء عموم المديريات والأمن الذين يتم مكافأتهم بتعيينهم في مثل تلك المديريات "عتمة"وصابين" وما يمارسونه من قمع وابتزاز وتعسف ما زال معظمنا هناك مؤتمريين وما زلنا نحب رؤساء الحكومات المتعاقبة والبرلمان والمحافظين ووزراء الداخلية والأشغال ورؤساء المصلحة والهجرة والجوازات المتعاقبين الذين يتعاونون معنا في استصدار جوازات السفر لشبابنا من خريجي الجامعات والثانوية ومعهم الأميون وقوافل البائسين وما زلنا أيضاً هناك في وصابين وعتمة ندافع عن الثوابت الوطنية بقوة ونضحي في سبيل الوطن بعدد كبير من البسّاطين وأصحاب الحوانيت في بعض محافظات وطننا الحبيب الجنوبية والضباط والأفراد الشهداء في حروب صعدة .
في الواقع لا ندري في هذا البلد من أين نبدأ التفكير ونسهر ليالينا الطوال التي نعيشها ونحن منفصلون تماماً عن الحياة الجميلة والطبيعية متصلين بعوالم الهم والخوف من القادم والقلق وتقلصات المعدة والفكر ؟!
لا ندري من أين نبدأ تفكير ليالينا ونهاراتنا ؟! هل من الخلاف القائم بين السلطة والمعارضة وترقب ما سيصدر ويشع من أمل من لجنة الـ"200" أو لجنة الـ(100) أوالـ(30) أو الـ(16) والخ؟!
وهل نستهل همومنا وتفكيرنا صبيحة ومساء كل يوم في هذا البلد من مكاتب الخدمة المدنية في المحافظات وبيعهم للدرجات الوظيفية بمبالغ أصبحت تتجاوز مؤخراً النصف مليون ريال للمحظوظين أم من المستشفيات الحكومية وهيئة مستشفى الثورة العام بصنعاء وقسم القلب فيه تحديداً الذين لايهمهم من حياة الناس ونبض قلوبهم أو توقفاتها شيء أو إجراءهم عمليات المقدور عليها في المستشفى أو الخارج، ولعل الحالات التي تم رفضها أواخر شهر رمضان المبارك وعمل للبعض منها تقارير أدل على ذلك ؟
ولا ندري في هذا البلد أيضاً أين نستهل مارثونات همومنا الدائمة هل من إيجارات البيوت والشقق وفواتير الكهرباء والمياه وحساب البقالة والمواصلات وفواتير العلاجات وحق ابن هادي والتخزينة لمن ابتلاه الله بشريعة أو بمتابعة قضية في مؤسسة أو مصلحة حكومية أم من الخوف على الوحدة الوطنية من عبث العابثين والمزايدين أم من إرهاب القاعدة أم من جنون وبشاعة تمرد الحوثي في صعدة وقتلة كل ما يمت للحياة أو المصلحة الوطنية.
تلك لمحة قصيرة وإشارة بسيطة وتساؤلات مشروعة كان لها أن تبوح من الأعماق وإن كانت تمثل قطرة من محيط الأحزان والمآسي وأشكال ومظاهر المنطق المقلوب في هذا البلد.
كل عام وأنتم ووطننا وثورتنا ووحدتنا أكثر أملاً ومقاومة وأقل جوعاً ومعاناة.<

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد