فيما كنت وبعض أصدقائي نتبادل الحديث عن مواضيع عدة تطرق أحدهم إلى الحديث عن الزراعة وأهميتها والمشاكل أو الصعوبات التي تواجهها بلادنا وكافة الأقطار العربية في الزراعة فما إن سمعت كلمة الزراعة إلا وتذكرت أننا نصادف في هذه الأسبوع يوم الــ "26" من سبتمبر وهذا اليوم هو اليوم الزراعة العربي فما إن ذكرت هذا اليوم العربي المهم، خطرت في بالي مقولة مشهورة للمرحوم علي بن زايد حينما قال" ما يجبر الفقر جابر غير البقر والزراعة".
فهذه الكلمات لم تأتي من فراع إنما جاءت من حكماء عاصرو التاريخ والأيام وخبروا الحياة فلخصوا لنا ما ينفعنا وما يضرنا في الحياة بكلمات قصيرة وحكم صغيرة ذات مدلولات كثيرة تنصح أبناء الغد الذي نأمل يدركوا معنى حكمهم المهمة والمعاصرة.
ومن هنا نتكلم عن الزراعة، فالزراعة هي أساس مهم من أساسيات البقاء للكثير من الكائنات الحية وهي منبع الاقتصاد الوطني وثروة الشعب وهي أيضاً القوة الخفية التي نتحدى بها الأعداء، ولا نساوم بها أعدائنا كما هو الحال في كل الأقطار العربية والإسلامية ما عدا السودان هذه الدولة. الحرة التي أعلنت في فترة غير بعيدة الاستغناء الذاتي من كل المحاصيل والموارد الزراعية وصارت من الدول المصدرة، كما يعلم الجميع، فإن العرب عن حيث الزراعة لا ينتجون ما يكفي الثلث من سكان كل دولة عربية، بل تعودا على انتظار الصدقة الاسترالية والأمريكية أو غيرها من القمح والأرز والسكر وغيرها من المنتجات الزراعية فهم يزرعون ونحن نستلهك وهم يصنعون ونحن نشتري ونمرض وهم يعالجون وهكذا هي حياتنا ومن هنا تذكرت المقوله القائلة: "ويل لأمة تلبس مالا تنسج وتأكل ما لا تزرع وتشرب مما لا تعصر" فالعمري إننا هذه الأمة المقصودة، وإننا الأمة الضعيفة المتخاذلة الذليلة، فأين نحن من يوم الزراعة العربي بل أين الزراعة من العرب.. ولماذا وضع العرب هذا اليوم المخزي لهم وجعلوا له يوم للاحتفاء به وهم أصلاً لا يستطيعون بل لا يتجرأون على زراعة أوطانهم وأراضيهم تخوفاً من الصفعات الأوربية المؤلمة والقوية بل خائفين من السرطان اليهودي المنتشر في دماء حكامنا المتخاذلين والخاضعين فأين الكرامة والعزة، ومن هنا أذكر حكامنا وأمراءنا وملوكنا في الدول العربية بقول الشاعر:
لا تسقني كأس الحياة بذلة بل أسقني بالعز كأس الحنظلِ
ماء الحياة بذلة كجهنم وجهنم بالعز أطيب منزلِ
فأين نحن من هؤلاء الشعراء العرب الأحرار، فأين عز كنا عليه وأي صرنا عليه.
وأخيراً أقول الكلام عن الزراعة كثير وسرد حالتنا المزرية أكثر مما يقال أو يوصف، ولعلنا قد تعودنا على المنتجات الخارجية، ونسينا أننا نستطيع أن نزرع أرضنا ونأكل من خيراتها ولا نعتمد على أعدائنا من منحنا لقمة عيشنا ونحن قادرون على زرع أرضنا والعيش من خيراتها.
رمزي المضرحي
عروبتنا.. أكل مرعى وقله صنعه 1553