عد تحقيق الوحدة اليمنية وقيام الجمهورية اليمنية بأعوام شهد الوطن والشعب اليمني تقدماً وأستقراراً وتطوراً نوعاً ما في عدد من جوانب الحياة بالإضافة إلى عدد من المتغيرات المفاجئة والمهامة.
أما خلال الأعوام القريبة الماضية وحتى اللحظة شهد الوطن اليمني أوضاعاً جديدة قد ولدت وربما هناك أخرى ستولد، أوضاعاً جديدة ولدت وحملت مزيداً من البؤس والتشاؤم للمواطن، كازدياد حالات الفقر وتردي الأوضاع المعيشية وانتشار مزيد من الفساد وإهدار المال العام وضعف الرقابة والمحاسبة، هذا بالإضافة إلى التطاول على سيادة القانون والتغاضي عن العديد من الأعمال الخارجة عن القانون، كل ذلك مضافاً إليه تلك الأوضاع القديمة المتبقية التي لازالت تحاول تكراراً لنفسها رغم انزوائها في صفحات التاريخ المحفوظة.
أما صورة الأوضاع الجديدة التي نعتقد أنها ستولد مالم تكن قد ولدت بالفعل مؤخراً، وفي ظل الأوضاع والمنعطفات الخطيرة التي يشهدها الوطن المصحوبة بالقلق والخوف والتي مالم يتم التنبه لها من قبل من تهمهم مصلحة هذا الوطن ووحدته ومستقبله والتي يجب معايشتها ومواجهتها وأن تكون في مقدمة قضايا الحوارات الوطنية الشاملة التي تنعقد بمشاركة واسعة من مختلف الأحزاب بما فيها الحاكم والنقابات والمنظمات وغيرها ممن تهمهم مصلحة الوطن وتقدمه واستقراره وعلى أن يشارك الجميع في أيجاد الحلول واتخاذ الإصلاحات وأن تكون مسؤولية الوطن في أعناق الجميع وتنطلق من معايشة الواقع ومواجهته.
إن معايشة الواقع واستمرار مواجهته والتعامل معه هي أهم أسس الحياة وبدون هذه المعايشة والمواجهة فإن أحداً أو مجتمعاً أو شعبناً لن يستطيع التعرف على مشاكله الحقيقة وبالتالي تتحول حياته أو تاريخه كله إلى تراكمات من المشاكل والقضايا التي لا نجد لها حلاً ، وفي ذلك فإن الشواهد والأحداث تؤكد لنا أننا على المستوى اليمني منذ فترة طويلة من الزمن استعد بنا الهروب من الواقع إلى حد الإدمان ومن ثم عملنا بأنفسها على استفحال وتضخم مشاكلنا إلى الحد الذي أصبح معه الحل صعباً إن لم يكن مستحيلاًُ.
أرجوا أن يسمح لي ويعذرني كل من تقع مسؤولية الوطن على عاتقه أن اسئل، هل أنتم جادون ونحن معكم في إجراء إصلاحات حقيقية في الوطن؟
أم سنظل على أوهامنا وأساليبنا ومناهجنا حتى نصحو يوماً على المارينز الأميركيين يتجولون في شوارعنا ليصلحوا لنا على طريقتهم؟
إذا كنا حقاً نريد أصلاحاً فلماذا حتى الآن لا نرى سوى جعجعة؟ وكلاماً دون فعل؟
لماذا لا نرى شيئاً حقيقياً ملموساً حتى لا تنطفئ جدوة الأمل في صدورنا فننكفىء على دواخلنا في حالة اكتئاب وطني أو يستغيث بعضنا بالرمضاء في الداخل وبالنار في الخارج؟
ألا ترون العالم كله في تغير متسارع لا يرحم المغفلين ولا الانتهازيين ولا المنتفعين؟.
هل نرمي أقلامنا ونحرق كل أوراقنا مرة أخرى يأساً من النائمين على صدورنا الكاتمين على أنفاسنا دون حراكاً؟.. والله من وراء القصد.
نبيل مصطفى الدفعي
حتى لا نصحو على المارينز في شوارعنا 1355