آخر خبر سمعناه أن اللجنة المنبثقة من لجنة الحوار الثلاثينية والتي تم اختيارها أو ترشيحها من لجنة الحوار الأم ذات المائتين، وأمس تطلب منحها مهلة لتحديد أسماء قيادات الحراك وبعض قيادات معارضة الخارج وبعض قيادات المنظمات المدنية التي ستشارك في الحوار، ورغم مرور أكثر من عام على إتفاق فبراير وأكثر من شهر على الإتفاق الأخير الخاص بتنفيذ بنود اتفاق فبراير يبدو أن عملية الحوار بين النخب السياسية في بلادنا ستصبح مشكلة ومعضلة أخرى لا تختلف كثيراً عن مشكلة حرب صعدة والتمرد الحوثي، إلا أن في الأولى تصريحات وشطحات ومناكفات وملاسنات إعلامية وفي الأخيرة إراقة دماء ومواصلة استهداف كل ما له علاقة بالدولة والجمهورية اليمنية، أما بالنسبة للاتفاقات وتشكيل اللجان المتعددة فلا تختلف فتكاد تكن شبه متساوية، وهذا ما وصلنا إليه اليوم بعد مرور ثمانية وأربعين عاماً على قيام الثورة اليمنية، حب الوطن صار فقط بالشعارات والقصائد والإعلانات واللوحات القماشية والخطابات والسياسية أما على الواقع وفي القلوب فيعلمها علام الغيوب، لكن ما يلمسه المواطن العادي أن الكل يبحث عن ليلاه، وليلي صار يغازلها الأجنبي يبدو أنه عاشق لها حد الجنون، بالله عليكم أليس من حق هذا الوطن المعطاء الكبير، أرض السعيد التنازل عن الكثير من المصالح الشخصية والحزبية الضيقة والأنانية مقابل أمنه واستقراره وسيادته؟! هذا الوطن الذي يحتفل اليوم بأعياد الثورة المباركة والوحدة اليمنية بعد مرور عشرات السنين على قيام الثورة وتحقيق الوحدة، وتحقيق الكثير من المنجزات الوطنية والمشاريع العملاقة يستحق اليوم التضحيات الجسام، فهل نستفيد بالعظة والعبرة من شهداء الثورة اليمنية والوحدة المباركة الذين قدموا أرواحهم رخصية من أجل حرية واستقلال الوطن والشعب اليمني من خلال القضاء على الحكم الإمامي الكهنوتي البائد وإخراج المستعمر الأجنبي الغاشم من كل شبر في الأراضي اليمنية، لذا يجب اليوم على الأحزاب والمنظمات المدنية والقيادات السياسية تقديم حتى ولو القليل من التنازلات والمصالح الأنانية الضيقة مقابل إنجاح الحوار وبقاء اليمن حراً مستقراً ، أما حوار المناكفات والتصريحات وتبادل الاتهامات فهذا مرفوض جملة وتفصيلاً كون الوطن أصبح اليوم غير قادر على تحمل المزيد من الأزمات والمشاكل، وكون المواطن صار اليوم غير قادر على تحمل المزيد من الجرع السعرية والمظالم وانتهاك الحريات وغياب النظام والقانون، إن حوار اليوم وأعضاءه يمثل مرحلة تاريخية لليمن واليمنيين على السواء فإما حوار ناجح يخرج الوطن إلى بر والأمان وتتواصل معه مسيرة البناء والتنمية وتكتب أسماء المتحاورين في أنصع صفحات التاريخ اليمني، وإما حوار فاشل يصل بالوطن إلى مستنقع الفوضى وحينها تكتب أسمائهم في الصفحات السوداء والتاريخ لا يرحم أحداً.<