;
رمزي المضرحي
رمزي المضرحي

وطن لا نحميه .. لا نستحقه 2393

2010-09-26 07:25:31

يحتفل الشعب اليمني في هذا الأسبوع بعيد الـ26 من سبتمبر المجيد، هذا العيد العظيم الذي يعيدنا إلى صفحات الماضي المؤلم لنعرف ونلتمس ما كانت تعانيه البلاد من حكم مستبد وظالم وما كان عليه الشعب من جهل وانحطاط علمي وثقافي، ونستشعر أيضاً ما عاناه أجدادنا وأقرباؤنا في عهد الإمامة المستبدة والحكم المتسلط والباغي، حينها نحمد الله تعالى على أننا لم نخلق في ذلك العهد، لأنه كما يقول المثل "من رأى مآسي الناس هانت عليه مصائبه"، لهذا قامت ثورة الـ26 من سبتمبر لردع الظلم وزرع العلم والثقافة ونشر الحب والمودة والإخاء بين كافة أفراد الشعب شمالاً وجنوباً، شرقاً وغرباً، ومن هنا يجب علينا أن نتذكر ونعتبر من مواقف ،الرجال الأشاوس أبطال الثورة من القادة والمشائخ ومن تبعهم في تلك الأيام، هؤلاء الذين صنعوا لنا طريقاً إلى الحرية والعلم والنظام، أولئك الذين ضحوا بدمائهم وأموالهم وأولادهم للقضاء على الكهنوتية الإمامية، فوهبوا أرواحهم لأجلنا ولأجل مستقبل مشرق، فلهم الفضل بعد الله تعالى على قيام ثورة الـ26 من سبتمبر للإطاحة بالإمامة المستبدة .
ومن هنا يجب علينا أن نحمي هذا الوطن العزيز الذي هو مصدر عزنا وفخرنا وثروتنا، فوطن لا نستحقه، فنحن يجب أن نحمي ونحافظ على وطننا الذي سالت من أجله الكثير من الدماء والعديد من التضحيات فحب الوطن يجب أن يزرع في دمائنا ومهما حدثت من عواصف ورياح خبيثة لا ندعها تؤثر فينا، فنكون كالشجر الثابت لا تضرها الرياح لا كالغصون اللينة الرطبة التي تحركها الرياح الخفيفة، وعلينا أن نعرف جيداً أن حب الوطن من الإيمان، ولا نستطيع أن نتنازل عنه أو نبيعه أو نخونه، فمثل الذي باع بلاده وخان وطنه مثل الذي يسرق من بيت أبيه ليطعم اللصوص ،فلا أبوه سامحه ولا اللص يكافأه ، ويقول الشاعر ياسر السود في شعره في الولاء للوطن :ـ
إن بعت ديناً بدنيا قصد منفعةٍ
وإن تبع وطناً فالكفر سيان
أنا أرجو بل وأتمنى من كل أفراد الشعب صغيراً أو كبيراً، ذكر أو أنثى، طفلاً أو كهلاً - أن يقدروا معنى الوطن ويحبوا بل ويقدسوا وطنهم يقول طانيوس في الوطن :ـ
ولا فرق إن كانت بلادي عزيزة
عبدت مسيحاًً أو اتبعت محمداً :
هكذا نعرف وأوضح لكل فرد من أبناء الوطن مدى حب وتقديس الوطن في كل بلدان العالم.. أيضاً هناك مقولة مسيحية لـ(لاكوردير) يقول فيها :ـ الوطن كنيستنا الأرضية ... كم أن الكنيسة وطن الآخرة .
ولا ننكر جميعاً أننا نعاني من منحدر خطير في بلادنا، من أزمات سياسية وعسكرية واقتصادية أيضاً، الكثيرون يعانون الفقر والظلم وصعوبة العيش جراء الجرع القاتلة .. أيضاً نحن ندرك جيداً ما تعانيه بلادنا حالياً من فتنة التمرد الحوثي وزوبعة الانفصاليين وإرهاب القاعدة في ظل أوضاع حكومية شبه صعبة وهناك العديد والكثير من المشكلات التي قد تزهق الروح من دون قتل ولكن هذا كله لا يمنعنا ولا يصدنا عن حب الوطن والتمسك به والعض عليه بالنواجذ واعتباره خطٍ أحمر لا يمكن المساس به .
وهناك مثل صيني يقول :ـ
لتكن جميلة أو قبيحة فهي بلادي
وليكن قريباً أو بعيداً فهو ابن وطني
أيضاً يقول الشاعر في حق بلاده القاحلة والقفراء:ـ
وتستعذب الأرض التي لا هوى بها
ولا ماؤها عذب ولكنها وطني
من هنا نستشعر حب الشاعر لوطنه رغم سوء المعيشة وصعوبتها في وطنه ، ونحن أيضاً يجب أن نتحدى ونحارب من يتآمر ويخون الوطن الغالي، أيضاً لا يحب الوطن ولا يحميه إلا الشرفاء ، ولا ننسى كلمات الشاعر الكبير جبران خليل جبران:ـ
ويل لأمة تلبس مالا تنسج وتأكل ما لا تزرع وتشرب ما لا تعصر، وويل لأمة مقسمة إلى أجزاء وكل جزء يحسب نفسه فيها أمة "... وكما تقول الحكمة " جميل أن يموت الإنسان من أجل وطنه ولكن الأجمل أن يحيا من أجل هذا الوطن" .
وأختم مقالي المتواضع بقول الشاعر في حق وطنه معبراً عن حبه له :ـ
الحب لله ثم الحب للوطن
حكاية الناس في الدنيا وفي الزمن .

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد