اليوم نعيش الذكرى الثامنة والأربعين للثورة السبتمبرية الخالدة وبلادنا الحبيبة تشهد تنكراً مؤلماً لهذه الثورة العظيمة ورجالها الأبطال الذين وهبوا أرواحهم رخيصة من أجل أن نصل إلى ما نحن عليه اليوم، فالاضطرابات الأمنية التي نشهدها والأزمات الاقتصادية والحماقات الإعلامية التي تخلق الفتن ، والفساد الذي بلغ ذروته وغياب دور الرقابة والمحاسبة الذي لا نجده إلا في التقارير السنوية للجهاز المختص في ظل الدور الضعيف للقانون، كل ذلك وغيرها من الأزمات الوطنية والمجتمعية التي تنجم نتيجة لغياب التوعية الوطنية والتي بدورها أنتجت ضآلة في الولاء الوطني لا يكفي لمواجهة ما يعتري اليمن ويستهدفها، كل ذلك تدمير مباشر لمنجزات الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر ، وتلاعب قذر بمكتسباتها ومقدرات الوطن التي باتت اليوم فريسة يسيل لعاب المتآمرين والخونة عليها،لقد ظلت جهود الثورة اليمنية أسيرة استتباب الأوضاع التي كانت، مازالت تشكو تمرد أذناب الحكم الأمامي ومن وشاتهم الخطيرة الحالمة برجوع ماضيهم المتخلف وحصار السبعين خير دليل على ذلك، اليوم وبعد أن تنفست اليمن الصعداء وأصبحت انجازات الثورة لا تحصيها الكتب والمجلدات نجد خروقات بشعة تنهش في منجز الثورة اليمنية المباركة وتعمل على تعطيل مشروع البناء والتقدم وصنع المستقبل المشرق المواكب للأجيال من أبناء وأحفاد أبطال الثورة الخالدة ، إننا اليوم ونحن نشهد هذا التنكر للثورة المجيدة والثوار لنشعر بالأسى والحزن على دماء زكية وأرواح طاهرة لم تكن تتوقع يوماً من الأيام هذا الجحود الظالم، ولم تكن تتوقع أن تحمل الأيام في طياتها هذه التباشير السيئة التي ستجعل من الأجيال يندبون حضهم على مستقبل وضاء جذوره دماء وأرواح رجال أوفياء آثروا الأجيال الحرية والنماء ، تفتته حماقات وجحود العملاء الذين يعملون على بيع الوطن ومنجزاته ومكاسبه مقابل الخنوع والركوع بين أيدي أعداء اليمن طامعين بمجد كاذب وحفنات من الدولارات حتما ستكون ثمن كرامتهم وحياتهم ، اليمن أسمى من هكذا تعامل وتآمر ودماء وأرواح الشهداء أغلى بكثير مما يتصوره الجبناء بائعو أراضيهم وأوطانهم ، ليثق جبناء الخارج أن أبناء اليمن هم الرجال الذين لاتنجح بوجودهم الدسائس والمؤامرات التي تستهدف وطنهم ووحدتهم وسلامة واستقرار شعبهم، ليثق المأجورون أنهم سيكونون حطاما بأيدينا نوقد به أمثالهم من الخونة أعداء اليمن وشعبه، و نعاهد الله ثم نعاهد اليمن الحبيب وشهدائنا الأبرار أننا لن نسمح لأي كان المساس باليمن ومكتسباته وأمنه واستقراره ،وأننا لن نرضى بالخنوع والذل والاملاءات سواء كانت الخارجية منها أ الداخلية على حساب هذا الوطن العظيم ،ولن نفرق مطلقاً بين من يعادي اليمن أو يقوده إلى الهلاك بأي شكل من الأشكال وبين الخونة المجرمين الذين ينهشون اليوم في وطننا ووحدتنا وأمننا واستقرارنا، وأننا سنكون القنابل المتقدة التي تذود عن حياض هذا الوطن وتحفظ له أمنه واستقراره وسلامة شعبه ولن نعفي عن كل من يقصر أو يتهاون في حق اليمن وشعبه ويتلاعب بمصيره ، هذا عهد نقطعه على أنفسنا أمام الله والتاريخ، نبارك لشعبنا وقيادتنا السياسة أعياد الثورة المجيدة وكل عام وأنت أيها اليمن شامخ عصي على الانكسار وشعبك في خير وعز وسلام .
aldahiad@yahoo.com
محمد أمين الداهية
لن يكسر المجد السبتمبري 2185