;
علي منصور مقراط
علي منصور مقراط

مناضلو الثورة والشهداء .... جحود بلا حدود 1946

2010-09-26 07:23:27

وأنا أفكر بالمقالة الصحفية التي تستحق الكتابة بمناسبة العيد الـ 48 لقيام ثورة 26 سبتمبر الخالدة التي نحتفل بها اليوم الأحد وبينما كنت أبحث عن مقالةٍ تليق بهذه المناسبة الهامة التي تحرر فيها شعبنا اليمني في شمال الوطن آنذاك من الحكم الإمامي الظلامي المتخلف ودك عرش الأسرة الحاكمة في 26 سبتمبر عام 62م وجدت أن أفضل ما يقرأ أو يلفت انتباه من تقع في متناولهم هذه الصحيفة التي صارت اليوم أكثر انتشاراً ويتلقفها القراء على مختلف مستوياتهم وألوان صيغهم السياسي مع إشراقة صباح كل يوم.. نعم رأيت أنه من الأفضل تناول هموم وشجون ومعاناة مناضلي الثورة والشهداء أو بالأصح أسرهم وأولادهم وذويهم هؤلاء الذين هم جديرون بالذكر والاهتمام والإعتذار كونهم من صنعوا مجد الثورة وحملوا أرواحهم على أكفهم في معارك الدفاع عن الثورة والعزة والكرامة وبذلوا الدماء الزكية في مواقع الشرق والرجولة .. من وهبوا حياتهم للتحرر من الكهنوت ومن الاحتلال البريطاني البغيض ..
* الغريب أنه يشارف مرور نصف قرن على قيام ثورة سبتمبر المجيدة وهناك رموز من قيادة النضال قد تعرضوا للإهمال والجحود والنسيان وهناك أسر وأولاد شهداء وأبطال يعيشون حياة صعبة ومعقدة ونكران .. هذه القسوة على من يعتبرون عنوان فخرنا وإشراقة تاريخنا تؤكد أن هناك من يسيئون لقيم الثورة ومبادئها وأهدافها العظيمة ويتعمدون إلى تركيع هامات أغلى الرجال في الوقت الذي ندرك أن فخامة الرئيس / صالح يقدم كل الرعاية والاهتمام والتكريم الذي يليق بمناضلي الثورة وشهدائها.. لكن هناك من يعرقل التوجهات الرئاسية ومن يعمل على تظليل الرئيس عن استمرار اهتماماته ولفتاته الكريمة وقيم الوفاء المتأصلة في شخصيته الإنسانية والوطنية التي عرف بها منذ وصوله إلى سدة الحكم قبل نحو 33 عاماً تجاه شعبه ووطنه والمناضلين والشهداء جزء منهم في أجندة رعايته ..
* لا شيء مثير للدهشة إن عرفنا أن أسرة الشهيد/ علي عبدالمغني صارت في عالم النسيان ولم نستغرب ونحن نقرأ ما قاله النجل الوحيد الذي خلفه الشهيد الزبيري في مقابلة صحفية عن أمنيته مقابلة الرئيس صالح لافتاً إلى أن مقربين يعيقون وصوله إلى فخامته كلما حاول في اتصالاته لتحديد موعد له .. ولكم تتصوروا حال لمثل هؤلاء الذين يتحفنا الإعلام بالتغني بمواقفهم وملاحمهم البطولية في صميم المعركة الوطنية الحقيقية لشعبنا، أعلام وها مات جسورة بهذا الحجم يفترض أن يكون أولادهم وذويهم محل الاهتمام والتبجيل والتقدير وليس العكس ..
* ومن الحقائق المؤسفة لأحوال المناضلين وأسر الشهداء أن نحتفل بعيد الثورة الخالدة ومئات المناضلين البارزين أصيبوا بأمراض مختلفة منذ سنوات ولم يجدوا من يسأل عنهم أو بالأصح لم تقدم لهم الحكومة حتى قيمة العلاج على الأقل البعض منهم صعب أو عجزت أسرهم شراء الأدوية لظروفهم المادية الحرجة وهم لا يطالبون بنقلهم للعلاج في الخارج على نفقة الدولة .. بل تقديم مساعدات مالية للعلاج مع أنه من حقهم ومن الواجب نقلهم للعلاج في أفضل المستشفيات الراقية خارج الوطن كأقل تقدير لنضالاتهم وتضحياتهم الجسيمة ضد الإمامة والاستعمار ..
* وعلى سبيل المثال المناضل الردفاني الأبرز/ صالح علي القزالي أحد قيادات حزب التحرير والكفاح المسلح ونائب مدير دائرة الشهداء والمناضلين الأسبق.. هذا المناضل الفذ الذي أصابه المرض منذ أشهر في منزله الواقع في وحدة عبدالعزيز بعدن وإلى الآن لم تصل إليه أي لمسة وفاء إنسانية وأخلاقية على الأقل من هيئة المناضلين والشهداء وفرعها في عدن مع أنه رفيق أو صديق الشهيد البطل لبوزة وبالتأكيد سيطالع القراء إعادة نشر مقابلاته الصحفية في العديد من الصحف الرسمية والأهلية كونه جزء من تاريخ ثورة 14 أكتوبر التي انطلقت شرارتها الأولى من قمم جبال ردفان الشماء ..
* وبالأمس أو الصحيح في خواتم شهر رمضان المبارك عندما كنت بمديرية لودر برفقة محافظ أبين م / أحمد الميسري تأثرت ومعي جميع الحاضرين عندما دخل علينا شقيق شهيد الثورة البطل عبدالنبي مدرم وكان يروي ما تعرض له من اعتداء سافر وهمجي على يد أفراد النقطة الأمنية بالعلم على مشارف مدينة عدن هو وثلاثة آخرين معه اشتبهوا بهم ولم يجدي معهم تعريف نفسه وهويته وأنه شقيق الشهيد الفذ مدرم وزاد أنه خارج لتو من منزل المحافظ بعد مقابلته.. لقد تم تكبيله بالكلبشات ونقله بسرعة إلى سجن الأمن بعدن ولم يفرج عنه إلا بعد سيل من الاتصالات المكثفة من المحافظ الميسري ونائب وزير الداخلية الزوعري وآخرين .. تحول شقيق خيرة شهداء اليمن بهكذا عشوائية إلى إرهابي .. وهو من يقف مع الدولة ضد الإرهاب والمخربين لكنه دفع الثمن وقد لا يفيد الاعتذار .. ومن ابن مدرم إلى المناضل عبد سعيد اليوسفي شقيق ثاني شهداء ثورة 14 أكتوبر الشهيد البطل ناجي سعيد عبدالله صالح .. هذا الشهيد ناجي لا يملك قيمة "كيس"سكر وعلبة زيت .. أما أسرة وأولاد المناضل الكبير الراحل الشيخ/باليل الرهوي الداعم الأساسي لمناضلي جبهات ردفان بالمؤن الغذائية والسلاح والذخائر فإنها لم تستلم الوسام الذي منحه الرئيس علي عبدالله صالح للمناضل الفقيد قبل نحو 12 عاماً وهو وسام 30 نوفمبر وأعلن التكريم عبر جميع وسائل الإعلام .. مسك الختام يمكنا القول وبدون تزييف أو تشويه لتاريخ الثورة أن مصيبتنا تجاهل ونسيان مناضلينا الذين يفترض أن يكونوا تاجنا وعنوان أمجادنا وقمة اعتزازنا .. ولكن الصحيح وإن حلت الفوضى والمزاجية والتهميش محل الوفاء والعدالة فإن التاريخ لن يرحم وسيكشف عن كل من تهاون وعبث بحقوق هؤلاء الشرفاء من المناضلين والشهداء وبهذا الجحود الذي صار بلا حدود والسلام ختام .

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد